الحديث الحادي عشر والثلاثمائة
[لا تصلّوا ولا تزكّوا]
۰.ما ينسب إلى أميرالمؤمنين عليه السلام ولم يثبت ، وآثار الوضع عليه ظاهرة : «لا تصلّوا ولا تزكّوا ، فإنّ المصلّي والمزكّي هما في النار»۱ .
وغاية ما يوجّه : أنّ الأوّل مأخوذ من التصلية بالنار ، أي لا تعذّبوا بها أحداً كما ورد في الأخبار : « لا يعذِّب بالنار إلّا ربّ النار »۲ ، والثاني من التزكية ، أي لا تزكّوا أنفسكم ، بل اللَّه يزكّي من يشاء .
الحديث الثاني عشر والثلاثمائة
[وما كانت لأحد فيها مقرّاً ولا مقاماً]
۰.قوله عليه السلام في دعاء كميل : « وما كانت لأحدٍ فيها مَقرّاً ولا مُقاماً »۳ .
حيث إنّ الظاهر أنّ لفظة « فيها » لا فائدة فيها ، بل هي مفسدة ، ووجّه بأنّها ظرف مستقرّ صفة لما قبلها ، وحاصل المعنى : أنّه لولا ما حكمت به من تعذيب الجاحدين وإخلاد المعاندين لجعلت النار كلّها برداً وسلاماً ، وما كانت مقرّاً لأحد يكون فيها ، لكنّك حكمت به فصارت مقاماً لمن حكم بكونه فيها ، وقد اشتهر بينهم أنّه يجب فيالمفهوم مطابقة المنطوق في العموم ، ولذا حكم ببطلان : إنّما رأيت أحداً ، وحينئذٍ فلو ترك لفظة « فيها » لاختلّ الكلام ، بأن يكون المعنى : أنّ النار قد صارت مقرّاً لكلّ أحد .