[قصيدة ابن سينا العينيّة وشرحها]
وللشيخ الرئيس الحسين بن عبداللَّه ابن سينا قصيدة عجيبة في هبوط الروح والنفس ، لا بأس بذكرها مشروحة لما فيها من الفوائد والفرائد ، قال :
هبطت إليك من المحلّ الأرفعورقاءَ ذات تعزّز وتمنّع
محجوبة عن كلّ مقلة عارفوهي التي سفرت ولم تتبرقع
وصلت على كره إليك وربّماكرهت فراقك وهي ذات تفجّع
أنفت وما ألفت فلمّا واصلتألفت مجاورة الخراب البلقع
حتّى إذا اتّصلت بهاء هبوطهاعن ميم مركزها بذات الأجرع
علقت بها ثاء الثقيل فأصبحتبين المعالم والطلول الخُضّع
تبكي إذا ذكرت عهوداً بالحمىبمدامع تهمي ولمّا تقلع
وتظلّ ساجعة على الدمن التيدُرست بتكرار الرياح الأربع
إذ عاقها الشَرَك الكثيف وصَدّهانقص۱ عن الأوج الفسيح الأرفع۲
حتّى إذا قرب المسيح من الحمىودنى الرحيل إلى الفضاء الأوسع
وغدت مفارقة لكلّ مخلّفعنها ، حليف الترب غير مشيّع
سجعتوقد كشفالغطاء فأبصرتما ليس يدرك بالعيون الهجّع
وغدت تغرّد فوق ذروة شاهقوالعلم يرفع كلّ من لم يرفع
فلأيّ شيء اُهبطت من شامخعالٍ إلى قعر الحضيض الأوضع
إن كان أهبطها الإله لحكمةطويت على الفطن اللبيب الأروع
فهبوطها إن كان ضربة لازبلتكون سامعة لما لم تسمع