403
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
402

الحديث السادس والتسعون والمائتان‏

[فقرات من زيارة المشاهد في رجب‏]

۰.ما رويناه بالأسانيد عن الشيخ في المصباح والسيّد في الإقبال والمزار وغيرهما عن الحسين بن روح في زيارة المشاهد كلّها في رجب ، ومن فقراتها : « وأوردنا موردهم غير مُحلّئين عن وردٍ ، أنا سائلكم وآملكم فيما إليكم التفويض ، وعليكم التعويض ، فبكم يُجبَر المهيض ، وما تزداد الأرحام وما تغيض ، وعلى اللَّه بكم مقسم في رجعتي بحوائجي وقضائها وإمضائها ، وإنجاحها وإبراحها ، وبشؤوني لديكم وصلاحها ، والسلام عليكم سلام مودِّع ، ولكم حوائجهُ مُودِعٌ ، وأن يرجعني إلى جنابٍ مُمْرع وخفض عيش موسع ، ودعة ومهل وخير مصير ومحلّ في النعيم الأزل والعيش المقتبل ، ودوام الاُكل وشرب الرحيق والسلسل ، وعلّ ونهل حتّى العود إلى حضرتكم »۱ .

بيان‏

( غير محلّئين ) : بالحاء المهملة وفتح اللام المشدّدة مهموزاً ، أي مصدودين ممنوعين .
( عن وِرد ) : بالكسر وهو الماء الذي ترد عليه ، ومنه قوله صلى اللَّه عليه وآله : « يرد عليَّ يوم القيامة رهط [من أصحابي‏] فيحلّئون عن الحوض‏۲» ، أي يصدّون عنه ويمنعون عن وروده .
( فيما إليكم التفويض ) هو غير التفويض الذي اتّفق على بطلانه من تفويض الخلق والرزق ، ويحمل على أحد المعاني الصحيحة ، وهو تفويض الحساب يوم القيامة إليهم ، أو تفويض الشفاعة أو نحوهما ، وقد تقدّم الكلام فيه في المجلّد الأوّل مستقصى‏۳ .
( يجبر المهيض ) أي العظم المكسور .
( وما تزداد الأرحام وما تغيض ) معطوف على قوله ( يجبر ) ، و( ما ) مصدريّة أو موصولة ، والأوّل أقلّ تكلّفاً . وفي بعض النسخ : ( وعندكم ما تزداد ) وهو أظهر . ثمّ المراد به : إمّا ازدياد مدّة الحمل أو عدد الأولاد أو دم الحيض أو الأعمّ من ذلك ، وما ( تغيض ) أي تنقص .
( وإبراحها ) كذا في أكثر النسخ بالباء الموحّدة والحاء المهملة أي إظهارها ، من برح الأمر إذا ظهر ، ويقال : أبرحه ، أي أعجبه وأكرمه وعظّمه ، وفي بعض النسخ : إيزاحها ، بالياء المثنّاة التحتانيّة والزاء المعجمة والحاء المهملة ، ولا يظهر له معنى .
( وبشؤوني لديكم ) معطوف على قوله : بحوائجي .
وقوله : ( وصلاحها ) عطف تفسير له ، أي رجعتي بصلاح شؤوني المتعلّقة بكم من محبّتكم ومودّتكم والقرب عندكم وطاعتكم ، وفي بعض النسخ : ( ولشؤوني ) باللام ، فهو معطوف على قوله ( في رجعتي ) .
( ولكم حوائجه مودع ) إمّا بجرّ ( مودع ) عطف على ( مودّع ) ، في سلام مودّع ، أو مرفوع ليكون مع الظرف جملة حاليّة .
( وسعيه إليكم غير منقطع ) بنصب سعيه بالعطف على المرجع ، وبنصب الغير على الحاليّة أو برفعهما ليكون جملة حاليّة عن الضمير في المرجع .
( إلى جناب ) الفناء والرحل والناحية .
( ممرع ) يقال : أمرع الوادي إذا صار ذا كلاء .
( وخفض عيش ) الخفض : الدعة والراحة .
( موسع ) يقال : أوسع ، أي صار ذا سعة ، وأوسع اللَّه عليه : أغناه .
و( الدعة ) : السعة في العيش .
و( المحل ) بالفتح وبالتحريك : السكينة والرفق ، وبالتحريك : التقدّم في الخير أيضاً .
( وخير مصير ) كأنّه معطوف على قوله ( إليكم المرجع ) ، وعطفه على خير مرجع بعيد ، ويحتمل عطفه على الجمل السابقة بتقدير ، أي نسأله أو مثله ، ويحتمل جرّه بالعطف على الأجل ولا يخلو من بعد .
( والأزل ) بالتحريك القدم ، ولعلّ المراد به هنا الدوام في الأبد مجازاً .
( المقتبل ) يقال : اقتبل أمره ، أي استأنفه .
و( السلسل ) كجعفر : الماء العذب أو البارد .
و( العَلُّ ) بالفتح : الشربة الثانية أو الشرب بعد الشرب تباعاً .
و( النَهَل ) بالتحريك : أوّل الشرب .
وقوله : ( حتّى العود ) إمّا غاية للتسليم أو للنعم المذكورة قبله في البرزخ ، أو لأمر مقدّر بقرينة ما سبق ، أي أسأل الكون في تلك النعم حتّى العود .

1.مصباح المتهجّد ، ص ۸۲۱ ح ۲۸ ؛ إقبال الأعمال ، ج ۳ ، ص ۱۸۳ ؛ المزار للمشهدي ، ص ۲۰۴ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۳ ، ص ۹۴ ح ۱۰۶ وج ۹۹ ، ص ۱۹۵ .

2.صحيح البخاري ، ج ۷ ، ص ۲۰۸ ، والزيادة من المصدر .

3.راجع شرح الحديث ( ۵۹ ) من المجلّد الأوّل .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10595
صفحه از 719
پرینت  ارسال به