399
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

بيان‏

( بدر التمام ) من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي بدر النور التمام ، والتِمام بكسر التاء أفصح من فتحها إذا لم يكن فيه نقص .
و( الصمصام ): السيف القاطع الذي لا ينثني .
و( الهام ) جمع الهامة ، وهي‏الرأس .
و( القمقام ) بالفتح وقد يُضمّ : السيّد والبحر والعدد الكثير .
و( الهمام ) كغراب : الملك العظيم الهمّة .
و( السيّد ) : الشجاع السخي .
( خوّاض الغمرات ) أي اقتحمها ودخلها مبادراً ، وغمرة الشي‏ء : شدّته ومزدحمه ، ومن الناس : جماعتهم ، أي الدخّال بين الجماعات الكثيرة للقتال من غير مبالاة أو في الشدائد وعزائم الاُمور .
وقوله : ( حتّى لا يشرك بك شيئاً ) الأولى قراءته على البناء للمجهور ، والجار والمجرور نائب عن الفاعل « شيئاً » مفعول مطلق ، أي لا يشرك بك شيئاً من الإشراك ، وأمّا قراءته بالبناء للفاعل وجعل الفاعل محذوفاً ، أي لا يشرك بك أحد شيئاً فغير جيّد ؛ لأنّ حذف الفاعل غير جائز أو نادر .
و( الغطارفة ) بالغين المعجمة والطاء المهملة جمع غطريف - بالكسر - وهو السيّد الشريف .
و( الخضارمة ) بالخاء والضاد المعجمتين جمع خِضرِم - بكسر الخاء والراء - ويراد منه في‏المقام : السيّد الحمول والجواد المعطاء .
( يابن طه والمحكمات ) أي صاحب هذه السورة والعالم بها ، أو أنّها حيث نزلت في مدحه ومدح آبائه نسب إليها .
( بك النوى ) أي الدار والتحوّل من مكان إلى آخر .
و( رضوى ) كسكرى جبل بالمدينة ، يروى أنّه عليه السلام قد يكون هناك .
و( طوى ) بالضمّ والكسر وقد ينوّن : وادٍ بالشام ، وذو طوى مثلّث الطاء وقد ينوّن أيضاً : موضع قرب مكّة .
و( الحسيس ) : الصوت الخفي .
وقوله : ( ومن تقديره منايح العطا ) المنايح جمع المنيحة ، وهي العطيّة ، وتطلق غالباً في منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحلبها ثمّ يردّها ، فيكون المراد بها : الفوائد الدنيويّة ، لكونها عارية والتعميم أظهر .
وقوله : ( منايح ) إمّا منصوب بمفعوليّة التقدير ، فيكون قوله : « إنفاذه » مبتدأ و ( من تقديره ) خبره ، و( بكم ) متعلّق بإنفاذه ، والمعنى : أنّ من جملة ما قدّر اللَّه تعالى في عطاياه أن جعل إنفاذها محتوماً مقروناً بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم وسيلتكم . ( فما من شي‏ء إلّا وأنتم سببه ) ، وإفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء .
وإمّا أن يكون منايح مرفوعاً ، فيحتمل وجوهاً :
الأوّل : أن يكون منايح العطاء مبتدأ ، و« من تقديره » خبره ، وقوله ( بكم إنفاذه ) جملة مستأنفة ، فكأنّ سائلاً سأل كيف قَدرُه ؟ فقال : بكم إنفاذه .
الثاني : أن يكون « إنفاذه » بدل اشتمال لقوله : « منايح العطاء » ، والمعنى : من تقديره إنفاذ منايح العطاء بكم .
الثالث : أن يكون قوله ( منايح العطاء ) مبتدأ ، وقوله ( بكم إنفاذه ) خبره ، وتكون الجملة مع الظرف المتقدّم جملة ، أي من تقديره هذا الحكم وهذه القضيّة .
( خياره لوليّكم نعمه ) أي كلّما اختاره اللَّه تعالى لوليّكم من الراحة أو البلايا والمصايب فهو نعمة له ، بخلاف المصائب التي ترد على أعدائكم فإنّها نقمة وانتقام وسخط .
( يا صاحب المرأى والمسمع ) أي الذي يرى الخلائق ويسمع كلامهم من غير أن يروه .
( بعين اللَّه مواثيقه ) أي وثاقته وحفاظته بعين اللَّه ، أي بعلمه وحفاظته وحراسته .
وقوله : ( مااستأثرتْ به مشيّتكم ) أي اختارته ، يقال : استأثر بالشي‏ء ، أي‏استبدّ به وخصّ به نفسه ، وفي بعض النسخ المصحّحة : والممحوّ مااستأثرت به مشيّتكم - بدون حرف النفي - فالمعنى : أنّ قدركم في الواقع بلغ إلى درجة يجري القضاء على وفق مشيّتكم ، وجهل قدركم في الناس بحيث يمحون ويتركون ما جرت به سنّتكم .
وقوله : ( مجاهدتك في اللَّه ذات مشيّة اللَّه ) وكذا الفقرات التي بعدها كناية عن أنّه عليه السلام كآبائه الطاهرين مظاهر صفات ربّ العالمين كما قرّر في محلّه .
( نور سمعه وبصره ) يمكن أن يُقرء بالرفع على المبتدا والخبر ، وأن يُقرء بصيغة الفعل والمفعول ، والضمير راجع إلى اللَّه تعالى .
( فيما دنتُ ) أي اعتقدتُ وجعلته ديني أو عبدت اللَّه به .
( أنت الجاه ) أي ذو الجاه والقدر والمنزلة .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
398

الحديث الخامس والتسعون والمائتان‏

[فقرات من زيارة صاحب الزمان عليه السلام‏]

۰. ما رويناه عن جملة من علمائنا الأعلام وفضلائنا الكرام في زيارة صاحب العصر والزمان وبعضها من الناحية المقدّسة ، والفقرات التي تحتاج إلى بيان منها هذه في أوصافه : وبدرِ التمام ، ونضرةُ الأيّام ، وصاحب الصمصام ، وفلّاق الهام ، والبحر القمقام ، والسيّد الهمام ، وحجّةُ الخصام ، وباب المقام ليوم القيام .
والسلام على . . . خوّاض الغمرات .
وتُنجز به وعد المؤمنين حتّى لا يُشرك بك شيئاً .
السلام عليك يابن الغطارفة الأكرمين . . . والخضارمة الأنجبين . . . السلام عليك يابن طه والمحكمات ، ويس والذاريات ، والطور والعاديات‏۱ .
ليت شعري أين استقرّت به النوى ، أم أيّ أرض تقلّك أو ثرى ، أبرضوى أنت أم ذي طُوى ، ولا يُسمع لك حسيس ولا نجوى‏۲ .
ومن تقديره منايح العطاء بكم إنفاذه مقروناً محتوماً ، فما من شي‏ء منّا إلّا وأنت له السبب وإليه السبيل ، خياره لوليّكم نِعمهُ ، وانتقامه من عدوّكم سخطُه .
السلام عليك يا صاحب المرأى والمسمع الذي بعين اللَّه مواثيقه ، وبيد اللَّه عهوده ، وبقدرة اللَّه سلطانه ، مجاهدتك في اللَّه ذات مشيّة اللَّه ، ومقارعتك في اللَّه ذات انتقام اللَّه ، وصبرك في اللَّه ذو أناتِ اللَّه ، وشكرك اللَّه ذو مزيد اللَّه .
[السلام عليك يا محفوظاً باللَّه‏] ، اللَّه نورٌ أمامه ووراءه ويمينه وشماله وفوقه وتحته .
السلام عليك يا مخزوناً في قدرة اللَّه ، نور سمعه وبصره . . . والقضاء المثبتُ ما استأثرت به مشيّتكم ، والممحوّ ما لا استأثرت به سنّتكم ، وبراءتي من أعدائكم أهل الحردة والجدال ، ثابتة لثاركم ، أنا وليٌّ وحيد ، واللَّه إله الحقّ ، جعلني اللَّه بذلك آمين ، من لي إلّا أنت فيما دنت واعتصمت بك فيه ، تحرسني فيما تقرّبت به إليك . . . مولاي أنت الجاه عند اللَّه‏۳ .

1.بحار الأنوار ، ج ۹۹ ، ص ۸۳ - ۸۷ ، ح ۲ .

2.فقرات من دعاء الندبة ، بحار الأنوار ، ج ۹۹ ، ص ۱۰۸ .

3.من قوله : « ومن تقديره منايح . . . » إلى آخره ، هو مقاطع من زيارة اُخرى له عليه السلام . راجع : بحار الأنوار ، ج ۹۹ ، ص ۹۲ - ۹۵ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 15195
صفحه از 719
پرینت  ارسال به