بيان
( بدر التمام ) من إضافة الموصوف إلى الصفة ، أي بدر النور التمام ، والتِمام بكسر التاء أفصح من فتحها إذا لم يكن فيه نقص .
و( الصمصام ): السيف القاطع الذي لا ينثني .
و( الهام ) جمع الهامة ، وهيالرأس .
و( القمقام ) بالفتح وقد يُضمّ : السيّد والبحر والعدد الكثير .
و( الهمام ) كغراب : الملك العظيم الهمّة .
و( السيّد ) : الشجاع السخي .
( خوّاض الغمرات ) أي اقتحمها ودخلها مبادراً ، وغمرة الشيء : شدّته ومزدحمه ، ومن الناس : جماعتهم ، أي الدخّال بين الجماعات الكثيرة للقتال من غير مبالاة أو في الشدائد وعزائم الاُمور .
وقوله : ( حتّى لا يشرك بك شيئاً ) الأولى قراءته على البناء للمجهور ، والجار والمجرور نائب عن الفاعل « شيئاً » مفعول مطلق ، أي لا يشرك بك شيئاً من الإشراك ، وأمّا قراءته بالبناء للفاعل وجعل الفاعل محذوفاً ، أي لا يشرك بك أحد شيئاً فغير جيّد ؛ لأنّ حذف الفاعل غير جائز أو نادر .
و( الغطارفة ) بالغين المعجمة والطاء المهملة جمع غطريف - بالكسر - وهو السيّد الشريف .
و( الخضارمة ) بالخاء والضاد المعجمتين جمع خِضرِم - بكسر الخاء والراء - ويراد منه فيالمقام : السيّد الحمول والجواد المعطاء .
( يابن طه والمحكمات ) أي صاحب هذه السورة والعالم بها ، أو أنّها حيث نزلت في مدحه ومدح آبائه نسب إليها .
( بك النوى ) أي الدار والتحوّل من مكان إلى آخر .
و( رضوى ) كسكرى جبل بالمدينة ، يروى أنّه عليه السلام قد يكون هناك .
و( طوى ) بالضمّ والكسر وقد ينوّن : وادٍ بالشام ، وذو طوى مثلّث الطاء وقد ينوّن أيضاً : موضع قرب مكّة .
و( الحسيس ) : الصوت الخفي .
وقوله : ( ومن تقديره منايح العطا ) المنايح جمع المنيحة ، وهي العطيّة ، وتطلق غالباً في منحة اللبن كالناقة أو الشاة تعطيها غيرك يحلبها ثمّ يردّها ، فيكون المراد بها : الفوائد الدنيويّة ، لكونها عارية والتعميم أظهر .
وقوله : ( منايح ) إمّا منصوب بمفعوليّة التقدير ، فيكون قوله : « إنفاذه » مبتدأ و ( من تقديره ) خبره ، و( بكم ) متعلّق بإنفاذه ، والمعنى : أنّ من جملة ما قدّر اللَّه تعالى في عطاياه أن جعل إنفاذها محتوماً مقروناً بالحصول أو بعضها ببعض ببركتكم وسيلتكم . ( فما من شيء إلّا وأنتم سببه ) ، وإفراد ضمير إنفاذه لرجوعه إلى العطاء .
وإمّا أن يكون منايح مرفوعاً ، فيحتمل وجوهاً :
الأوّل : أن يكون منايح العطاء مبتدأ ، و« من تقديره » خبره ، وقوله ( بكم إنفاذه ) جملة مستأنفة ، فكأنّ سائلاً سأل كيف قَدرُه ؟ فقال : بكم إنفاذه .
الثاني : أن يكون « إنفاذه » بدل اشتمال لقوله : « منايح العطاء » ، والمعنى : من تقديره إنفاذ منايح العطاء بكم .
الثالث : أن يكون قوله ( منايح العطاء ) مبتدأ ، وقوله ( بكم إنفاذه ) خبره ، وتكون الجملة مع الظرف المتقدّم جملة ، أي من تقديره هذا الحكم وهذه القضيّة .
( خياره لوليّكم نعمه ) أي كلّما اختاره اللَّه تعالى لوليّكم من الراحة أو البلايا والمصايب فهو نعمة له ، بخلاف المصائب التي ترد على أعدائكم فإنّها نقمة وانتقام وسخط .
( يا صاحب المرأى والمسمع ) أي الذي يرى الخلائق ويسمع كلامهم من غير أن يروه .
( بعين اللَّه مواثيقه ) أي وثاقته وحفاظته بعين اللَّه ، أي بعلمه وحفاظته وحراسته .
وقوله : ( مااستأثرتْ به مشيّتكم ) أي اختارته ، يقال : استأثر بالشيء ، أياستبدّ به وخصّ به نفسه ، وفي بعض النسخ المصحّحة : والممحوّ مااستأثرت به مشيّتكم - بدون حرف النفي - فالمعنى : أنّ قدركم في الواقع بلغ إلى درجة يجري القضاء على وفق مشيّتكم ، وجهل قدركم في الناس بحيث يمحون ويتركون ما جرت به سنّتكم .
وقوله : ( مجاهدتك في اللَّه ذات مشيّة اللَّه ) وكذا الفقرات التي بعدها كناية عن أنّه عليه السلام كآبائه الطاهرين مظاهر صفات ربّ العالمين كما قرّر في محلّه .
( نور سمعه وبصره ) يمكن أن يُقرء بالرفع على المبتدا والخبر ، وأن يُقرء بصيغة الفعل والمفعول ، والضمير راجع إلى اللَّه تعالى .
( فيما دنتُ ) أي اعتقدتُ وجعلته ديني أو عبدت اللَّه به .
( أنت الجاه ) أي ذو الجاه والقدر والمنزلة .