395
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الثالث والتسعون والمائتان‏

[قول الإمام في زيارة الجوادين : يامن بدا للَّه في شأنه‏]

۰.ما رويناه بالأسانيد عن ثقة الإسلام في الكافي وابن قولويه في الكامل ، عن محمّد بن جعفر الرزّاز الكوفي ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد ، عمّن ذكره عن أبي الحسن عليه السلام في زيارة الإمامين موسى والجواد عليهما السلام ، وفيها لكلّ منهما : « السلام عليك يا من بدا للَّه في شأنه »۱ .

والصدوق في الفقيه روى هذه الزيارة بإسقاط هذه الفقرة۲ ، وقد تقدّم الكلام في البداء مستقصىً مشروحاً۳ ، والبداء في الكاظم عليه السلام يمكن أن يكون إشارة إلى البداء الواقع في أخيه إسماعيل عليه السلام ، فإنّ البداء في إسماعيل يستلزم البداء فيه ويكون المعنى : أنّ الإمامة لمّا كان الشائع بين الناس كونها في أكبر الأولاد بعد وفاة الأب ، وكان إسماعيل أكبر أولاده ، وكان جميع الأصحاب أو أكثرهم يظنّون أنّه الإمام ، فلمّا مات ظهر لهم خلافه ، فأطلق البداء عليه باعتبار ظهوره عند الناس لا بالنسبة إلى اللَّه تعالى .
ويمكن أن يكون البداء فيه إشارة إلى كتابة إمامته في لوح المحو والإثبات ، ثمّ محوها وإثبات إمامة الكاظم لمصلحة لا نعلمها .
ويمكن أن يكون البداء فيه إشارة إلى ما ورد في بعض الأخبار أنّه عليه السلام كان قُرّر له أنّه القائم بالسيف ، ثمّ بدا للَّه فيه‏۴ بأحد المعاني المتقدّمة للبداء .
وأمّا البداء في الجواد عليه السلام فيمكن أن يكون بالمعنى الثالث ، ويمكن أن يكون أنّه عليه السلام لمّا تولّد بعد يأس الناس منه فكأنّما بدا للَّه فيه ، وفي بعض النسخ : « يا من بدأ اللَّه في شأنه » ، بالهمزة ، أي أراد اللَّه إمامته أو بدأ بها خلقه ، وفي بعضها : يا من بدا للَّه في شأنه من الإرادة ، وحينئذٍ فلا إشكال .
ثمّ قال الصدوق في الفقيه بعد إيراد هذه الزيارة :
ثمّ صلِّ في القبّة التي فيها محمّد بن عليّ أربع ركعات بتسليمتين عند رأسه ، ركعتين لزيارة موسى وركعتين لزيارة محمّد بن عليّ ولا تصلّ عند رأس موسى عليه السلام فإنّه مقابل قبور قريش ولا يجوز اتّخاذها قبلة۵ . انتهى .
ولا يخلو من غرابة إن كان فتوى ، وإن كان رواية - كما هو الظاهر - فالأولى توجيهه بأنّ التعليل للتقيّة ؛ لأنّ العلّة عندنا في النهي عن الصلاة عند رأس الكاظم عليه السلام هو التقدّم على الإمام المنهيّ عنه في الأخبار ، ولمّا كان عند العامّة ذلك غير مضرّ علّله عليه السلام بما يوافق رأيهم من استلزام اتّخاذ الغير قبلةً المنهيّ عنه ، واللَّه العالم .

1.الكافي ، ج ۴ ، ص ۵۷۸ باب القول عند أبي الحسن موسى عليه السلام ، ح‏۱ ؛ كامل الزيارات ، ص ۳۰۱ ح‏۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۴ ، ص ۵۴۸، ح‏۱۹۷۹۶ .

2.من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۶۰۱ - ۶۰۲ ، ح ۳۲۱۲ .

3.في الجزء الأوّل الحديث ( ۵ ) .

4.انظر : بحار الأنوار ، ج ۹۹ ، ص ۹ .

5.من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۶۰۲ ، ح ۳۲۱۲ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
394

الحديث الثاني والتسعون والمائتان‏

[لعن اللَّه اُمّة أسرجت... وتنقّبت لقتالك‏]

۰.ما رويناه عن ابن قولويه والشيخ وغيرهما عن الباقر عليه السلام في زيارة عاشوراء وفيها : « ولعن اللَّه اُمّة أسرجت وألجمت وتهيّأت وتنقّبت لقتالك »۱ .

والمراد بالنقاب لا يخلو من خفاء ، وهو يحتمل وجوهاً :
الأوّل : أنّه لعلّ النقاب كان متعارفاً بينهم عند الذهاب إلى الحرب ، بل إلى مطلق السفر ؛ حَذراً من الأعداء لئلّا يعرفونهم .
الثاني : أن يكون مأخوذاً من النقاب الذي للمرأة ، والمعنى : اشتملت على آلات الحرب كاشتمال المرأة بنقابها ، فيكون النقاب هنا استعارة .
الثالث : أن يكون مأخوذاً من النقيبة ، وهو ثوب يشتمل به كالإزار .
الرابع : أن يكون معنى « تنقّبت » سارت في نقوب الأرض ، أي طرقها ، ومنه قوله تعالى : « فَنَقَّبُوا فِي الْبِلاَدِ »۲ أي طافوا وساروا في نقوبها ، أي طرقها .
وفيها أيضاً : ( وأناخت برحلك ) أي بركت إبلها في مسلكك .

1.كامل الزيارات ، ص ۱۷۷ ، ح ۸ ؛ مصباح المتهجّد ، ص ۷۷۴ ؛ البلد الأمين ، ص ۲۷۰ - ۲۷۱ ؛ وعن كامل الزيارات في بحار الأنوار ، ج ۹۸ ، ص ۲۹۲ ، ح ۱ .

2.ق ( ۵۰ ) : ۳۶ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10791
صفحه از 719
پرینت  ارسال به