الحديث التسعون والمائتان
[فقرات من زيارة الأمير في يوم الغدير]
۰.ما رويناه عن الشيخ السعيد المفيد عن أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكري في زيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الغدير ، وهي الزيارة الطويلة المشهورة ، وفيها : «السلام عليك يا أمين اللَّه في أرضه ، وسفيره في خلقه ، وجاهدت وهم محجمون ، وأشهد أنّك لم تزل للهوى مخالفاً ، وللتُّقى محالفاً ، وأشهد أنّك ما اتّقيتَ ضارعاً ، ولا أمسكتَ عن حقّك جازعاً ، ولا أحجمتَ عن مجاهدة عاصيك ناكلاً ، لا تحفل بالنوائب ، ولا تهن عند الشدائد ، ولا تحجم عن محارب ، وأولى لمن عَنَدَ عنك ، وأنت أوّل من آمن باللَّه وأبدى صفحته في دار الشرك ، قلتَ : لقد نظر إليّ رسول اللَّه أضرب بالسيف قُدُماً ، وإنّي لعلى الطريق الواضح ألفظه لفظاً ، فوضع على نفسه أوازر المسير ، ونهض في رمضاء الهجير ، وأنت تذود بُهَمَ المشركين عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ذات اليمين وذات الشمال ، ولقد أوضحت بقولك : قد يرى الحُوَّلُ القُلّبُ وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى اللَّه ، فيدعها رأي العين ، وينتهز فرصتها مَن لا حريجة له في الدين »۱ .
بيان
( السفير ) : هو المصلح بين القوم والواسطة بين اللَّه وبين خلقه .
( محجمون ) بتقديم المهملة على المعجمة ، أحجم عن الأمر ، أي كفّ ، وبتقديم المعجمة أيضاً بمعنى الكفّ .
( وللتُّقى محالفاً ) بالحاء المهملة والفاء المعجمة ، أي مؤاخياً معاضداً مساعداً .
( ما اتّقيتَ ضارعاً ) أي لم تتّق حال كونك متضرّعاً ذليلاً ضعيفاً ، بل اتّقيت إطاعة لأمر اللَّه تعالى ورسوله .