385
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

( حبل اللَّه المتين ) : كناية عن أنّ من تمسّك به وبولايته وصل إلى أعلى الدرجات وسبيل النجاة ونجا من الهلكات ، فهو الحبل الممدود بين اللَّه وبين خلقه .
( وجنبه المكين ) أي الناحية التي أمر اللَّه الخلق بالتوجّه إليها ، والجنب يكون بمعنى الأمير أيضاً ، وهو مناسب ، ويحتمل أن يكون كناية عن أنّ القرب من اللَّه تعالى لا يحصل إلّا بالتقرّب بهم ، كما أنّ من أراد القرب من الملك يجلس بجبنه .
وروي عن الباقر عليه السلام في تفسيره ، قال : « ليس شي‏ء أقرب الى اللَّه تعالى من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيّه ، فهو في القرب كالجنب ، وقد بيّن اللَّه تعالى ذلك في كتابه في قوله : « أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَحَسْرَتَى‏ عَلَى‏ مَا فَرَّطتُ فِى جَنبِ اللَّهِ »۱يعني في ولاية أوليائه »۲ .

1.الزمر ( ۳۹ ) : ۵۶ .

2.بحار الأنوار ، ج ۴ ، ص ۹ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
384

الحديث الثامن والثمانون والمائتان‏

[ فقرات من الزيارة السادسة لأمير المؤمنين عليه السلام ]

۰.ما رويناه بالأسانيد عن الشيخ المفيد رحمة اللَّه عليه عن الصادق عليه السلام في الزيارة السادسة لأميرالمؤمنين عليه السلام وفيها : « السلام عليك ما صمت صامت ونطق ناطق وذرّ شارق ، السلام على صاحب السوابق والمناقب والنجدة ، ومبيد الكتائب ، الشديد البأس ، العظيم المراس ، المكين الأساس ، ساقي المؤمنين بالكاس ، السلام على صاحب النُّهى والفضل والطوايل والمكرمات والنوايل ، السلام عليك يا باب اللَّه ، السلام عليك يا عين اللَّه الناظرة ، ويده الباسطة ، واُذنه الواعية ، وحكمته البالغة ، ونعمته السابغة ، السلام على قسيم الجنّة والنار ، السلام على الأصل القديم والفرع الكريم ، السلام على الثمر الجني ، السلام على شجرة طوبى وسدرة المنتهى ، السلام على نور الأنوار وسليل الأطهار وعناصر الأخيار ، السلام على حبل اللَّه المتين وجنبه المكين ، السلام على صاحب الدلالات الزاهرات والآيات الباهرات والمعجزات القاهرات والمنجي من المهلكات ... .
إلى أن قال : أشهد أنّك جنب اللَّه وبابه ، وأنّك حبيب اللَّه ووجهه الذي منه يؤتى ، وأنّك سبيل اللَّه . . . » إلى آخره‏۱ .

بيان‏

( ذرّ شارق ) : الشارق : الشمس حين تطلع ، وذرّت الشمس ، أي طلعت .
( والنجدة ) : الشجاعة ، والإبادة : الإهلاك .
و( الكتائب ) جمع كتيبة ، وهي الجيش .
و( المراس ) : الشدّة .
و( النُّهى ) : العقل .
و( الطَوْل ) - بالفتح - : الفضل والعلوّ على الأعداء .
و( المكرُمة ) - بضمّ الراء - فعل الكرم .
و( النايل ) العطاء .
و( عين اللَّه ) أي شاهده على عباده ، فكما أنّ الرجل ينظر بعينه ليطلع على الاُمور ، فكذلك خلقه اللَّه ليكون شاهداً على الخلق ، ناظراً في اُمورهم ، ويأتي العين بمعنى الجاسوس أيضاً وفيه مناسبة .
( ويده الباسطة ) أي نعمته أو رحمته أو قدرته .
( واُذنه الواعية ) وجه الاستعارة فيها ظاهر ؛ لأنّه خلقه اللَّه تعالى ليسمع ويحفظ علوم الأوّلين والآخرين .
( وحكمته البالغة ) أي مظهرها ومخزنها .
( ونعمته السابغة ) أي الكاملة .
( على الأصل القديم ) أي أصل الأئمّة ، ومبدؤهم المتقادمين في الزمان ؛ لأنّ أنوارهم أوّل المخلوقات ، وهم متقدّمون على خلق الأرض والسماوات وسائر المخلوقات .
( والفرع الكريم ) لكونه عليه السلام فرع شجرة الأنبياء والأصفياء ، والتشبيه بالثمرة والشجرة والسدرة ظاهر ؛ لوفور منافعه وعموم فوائده لجميع المخلوقات .
( وسليل الأطهار ) أي ولدهم ؛ لأنّهم مطهّرون من رجس الشرك .
والعُنصر - بضمّ الصاد وقد يفتح - : الأصل والحسب ، والجمع للمبالغة ، أو المراد : أحد العناصر ، وفي بعض النسخ بصيغة المفرد .

1.نقله المجلسي عن المفيد في بحار الأنوار ، ج‏۹۷ ، ص ۳۰۵ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10544
صفحه از 719
پرینت  ارسال به