الحديث الخامس والثمانون والمائتان
[اللّهمّ إنّ قلوب المخبتين إليك والهة...]
۰.ما رويناه بالأسانيد عن ابن طاوس في فرحة الغري وابن قولويه في الكامل وغيرهما بأسانيد عديدة عن السجّاد عليه السلام أنّه زار أميرالمؤمنين عليه السلام بهذه الزيارة : « السلام عليك يا أمين اللَّه في أرضه » ، إلى آخرها ، والزيارة معروفة مشهورة ، وفيها : «مُولَعةً بذكرك ودعائك ، اللّهمّ إنّ قلوب المخبتين إليك والهةٌ ، وأعلامَ القاصدين إليك واضحةٌ ، وأفئدة العارفين منك فازعةٌ ، وعوائدَ المزيدِ متواترة ، ومناهلَ الظماء مترعة »۱ .
بيان
( مولعة ) : على بناء المفعول ، أي حريصة .
و( المخبتين ) : جمع مُخبت وهو الخاضع الخاشع .
والولَه - بالتحريك - : ذهاب العقل والتحيّر من شدّة الوجد ، وهو هنا كناية عن نهاية المحبّة والشوق والتوق .
والأعلام : جمع علم ، وهو ما ينصب في الطريق ليهتدي به السالكون .
و( فازعة ) : أي : خائفة .
والعوائد : جمع عائدة ، وهي المعروف والصلة والمنفعة ، أي المنافع والعطايا التي تزيد يوماً فيوماً ، أو العواطف التي توجب مزيد المثوبات والنعم .
والمنهل : المشرب الذي ترده الشاربة .
و( الظماء ) - بكسر - جمع ظمآن ، قال في مجمع البحرين : وظمآن وظمئآ مثل : عطشان وعطشى للذكر والاُنثى ، والجمع : ظِماء ، مثل : سهام۲ ، انتهى .
و( مُترعة ) ، على بناء اسم المفعول من باب الإفعال ، أو بناء اسم الفاعل من باب الافتعال ، يقال : أترعه ، أي ملأه ، وأترع كافتعل : امتلأ .