الحديث الحادي والثمانون والمائتان
[السلام عليكم أهل النجوى . . .]
۰.ما رويناه بالأسانيد عن ابن قولويه في الكامل بإسناده عن أحدهم في زيارة أئمّة البقيع ، وفيها هذه الفقرات : « السلام عليكم أهل النجوى - إلى أن قال - : لم تزالوا بعين اللَّه لم تدنّسكم الجاهليّة الجهلاء ، ولم تشرك فيكم فتن الأهواء - إلى أن قال - : وكنّا عنده مسمّين بعلمكم »۱ .
بيان
( أهل النجوى ) أي تناجون اللَّه ويناجيكم ، أو : عندكم الأسرار التي ناجى اللَّه بها رسوله .
وقوله : ( لم تزالوا بعين اللَّه ) أي منظورين بعين عنايته ولطفه .
وقوله : ( لم تدنّسكم الجاهليّة الجهلاء ) الجهلاءُ تأكيد ، كيوم أيّ يوم ، والمعنى : لم تسكنوا في صلب مشركٍ ولا رحم مشركة .
وقوله عليه السلام : ( ولم تشرك فيكم فتن الأهواء ) أي لم يكن في آبائكم من أهل الأهواء الباطلة ، أي لم يكونوا كذلك ، بل كانوا على الحقّ والدين القويم ، أو المراد : خلوص نسبهم عن الشبهة ، أو أنّه لم تشرك في عقائدكم وأعمالكم فتن الأهواء والبدع .
وقوله : ( وكنّا عنده مسمّين بعلمكم ) أي كنّا عنده تعالى مكتوبين مسمّين أنّا عالمون بكم معترفون بإمامتكم ، فيكون من قبيل إضافة المصدر إلى المفعول ، أو مسمّين بأنّا من حملة علمكم ، أو حال كوننا متلبّسين بعلمكم وأنتم تعرفوننا بذلك ، أو بسبب أنّكم أعلم الخلق شرّفنا اللَّه تعالى بأن ذُكرنا عنده قبل خلقنا بولايتكم .