الحديث السبعون والمائتان‏

[إنّ شراركم من أحبّ أن يوطأ عقبه‏]

۰.ما رويناه عن ثقة الإسلام عن محمّد بن مسلم ، قال : سمعت أبا عبداللَّه عليه السلام يقول : «أتراني لا أعرف خياركم من شراركم ؟ ! ، بلى واللَّه ، إنّ شراركم مَن أحبّ أن يوطأ عقبه ، إنّه لابدّ من كذّاب أو عاجز الرأي »^۱ .

بيان‏

قوله : ( إنّ شراركم مَن أحبّ أن يُوطأ عقبه ) أي أحبّ أن يكون وراءه خفق النعال ، وقد وردت في ذمّه أحاديث كثيرة .
وقوله : ( إنّه لابدّ من كذّاب أو عاجز الرأي ) يحتمل معنيين :
الأوّل : أنّ من أحبّ أن يوطأ عقبه لابدّ أن يكون كذّاباً أو عاجز الرأي ؛ لأنّه لا يعلم جميع ما يُسئل عنه ، فإن أجاب عن كلّ مسألة فلابدّ أن يكون كاذباً ، وإن لم يجب عمّا لم يعلم فهو عاجز الرأي .
والثاني : أنّه لابدّ في الأرض من كذّاب يطلب الرئاسة ، ومن عاجز الرأي يتبعه .

الحديث التاسع والستّون والمائتان‏

[إذا صلّيت فصلّ في نعلك‏]

۰.ما رويناه عن الشيخ في التهذيب عن عبدالرحمان بن أبي عبداللَّه في الصحيح عن الصادق عليه السلام قال : « إذا صلّيت فصلّ في نعلك إذا كانت طاهرة ، فإنّه يقال ذلك من السنّة »^۱ .

والإشكال في قوله عليه السلام : «يقال ذلك من السنّة» .
ووجّهه البهائي رحمة اللَّه عليه بأنّ المراد :
أنّك إذا صلّيت بهما عرفت الشيعة أنّ الصلاة فيهما من السنّة ؛ لأنّ هذا الراوي كان من أعيان أصحاب الصادق الموثّق بأقوالهم وأفعالهم والمعتمد عليه في اُموره ، فإذا رأوه يفعل ذلك قالوا : إنّه من السنّة ؛ لأنّه لا يفعل ذلك إلّا بقول إمامه‏^۲ . انتهى .
ويمكن أن يكون المراد : بقول آبائه عليهم السلام : ذلك من السنّة ، ولم يصرّح باسم القائل تقيّة .