الحديث الثامن والستّون والمائتان
[تغمّدني فيما اطّلعت عليه منّي . . .]
۰.ما رويناه عن سيّد الساجدين عليه السلام في دعاء عرفة من قوله : « تغمّدني فيما اطّلعت عليه منّي بما يتغمّد به القادر على البطش لولا حلمه ، والآخذ على الجريرة لولا أناته »۱ .
ووجه الإشكال : أنّ ظاهر الكلام - من حيث أن «لولا» لامتناع الجزاء لوجود الشرط - أنّه تعالى غير قادر على البطش مع الحلم .
والجواب : أنّ المراد أنّ عملك معي ينبغي أن يكون مثل عَمل مَن لا يقدر على البطش لكونك حليماً ، أو المعنى : تغمّدني بالعفو الذي يتغمّد به القادر على البطش لو لم يكن حليماً ، بأن لا يكون باعثه على العفو حلمه ، بل وفور لطفه وكرمه ، والحاصل : أنّ عفوك عنّي ينبغي أن يكون مثل عفو من يقدر على البطش ولا يكون حليماً ، ومع ذلك يعفو لكثرة رحمته ووفور لطفه بالعاصين ، لا مثلَ عفوِ مَن يعفو لحلمه ، فإنّ ذنوبي تجاوزت عن حدّ الحلم .