357
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الثامن والستّون والمائتان‏

[تغمّدني فيما اطّلعت عليه منّي . . .]

۰.ما رويناه عن سيّد الساجدين عليه السلام في دعاء عرفة من قوله : « تغمّدني فيما اطّلعت عليه منّي بما يتغمّد به القادر على البطش لولا حلمه ، والآخذ على الجريرة لولا أناته »۱ .

ووجه الإشكال : أنّ ظاهر الكلام - من حيث أن «لولا» لامتناع الجزاء لوجود الشرط - أنّه تعالى غير قادر على البطش مع الحلم .
والجواب : أنّ المراد أنّ عملك معي ينبغي أن يكون مثل عَمل مَن لا يقدر على البطش لكونك حليماً ، أو المعنى : تغمّدني بالعفو الذي يتغمّد به القادر على البطش لو لم يكن حليماً ، بأن لا يكون باعثه على العفو حلمه ، بل وفور لطفه وكرمه ، والحاصل : أنّ عفوك عنّي ينبغي أن يكون مثل عفو من يقدر على البطش ولا يكون حليماً ، ومع ذلك يعفو لكثرة رحمته ووفور لطفه بالعاصين ، لا مثلَ عفوِ مَن يعفو لحلمه ، فإنّ ذنوبي تجاوزت عن حدّ الحلم .

1.الصحيفة السجّاديّة الكاملة ، ص ۲۲۸ ، دعاء ۴۷ ؛ إقبال الأعمال ، ص ۳۵۵ مع تفاوت بينهما .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
356

الحديث السابع والستّون والمائتان‏

[اللهم متّعني بسمعي وبصري . . .]

۰.ما رويناه عنهم عليهم السلام في الدعاء : « اللهمّ متّعني بسمعي وبصري واجعلهما الوارثين منّي »۱ .

والظاهر أنّ المراد : ابق لي سمعي وبصري صحيحين سالمين إلى أن أموت حتّى يكونا آخر ما يبقى منّي ، فيكونا بمنزلة الوارث منّي .
ويمكن أن يكون الغرض منه إرادة بقائهما وقوّتهما عند الكبر وانحلال القوى النفسانيّة ، فيكونان وارثين من سائر القوى وباقيين بعدها ، أو طلب إعمال السمع والبصر فيما خُلقا لأجله حتّى يحصل لهما الالتذاذ والتمتّع ويكونا كالوارث .

1.الدعوات ، ص‏۸۲ ، ح‏۲۰۶ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۸۳ ، ص ۱۳۰ ، ح‏۳ ، مستدرك الوسائل ، ج ۵ ، ص ۹۱ ، ح‏۵۴۱۶ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10633
صفحه از 719
پرینت  ارسال به