الحديث السادس والستّون والمائتان
[ما من أحد يُدخله عمله الجنّة وينجيه من النار]
۰.ما رويناه من طرق الجمهور عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله إنّه قال : « ما من أحد يُدخله عمله الجنّة وينجيه من النار » ، قيل : ولا أنت يا رسول اللَّه ؟ قال : « ولا أنا ، إلّا أن يتغمّدني اللَّه برحمة منه »۱ .
ووجه الإشكال فيه أنّه مناف لمذهب العدليّة القائلين بأنّه يجب على اللَّه أن يثيب الصالح على عمله ، وينافي ظاهر النقل كقوله تعالى : « ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ »۲ .
والجواب : أنّ الوجوب على اللَّه ليس حتميّاً بل هو على سبيل الرحمة والتفضّل ، وهو تعالى أوجب على نفسه ذلك كما قال تعالى : « كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ »۳ ، والعمل إنّما كان سبباً لدخول الجنّة لفضله ورحمته أيضاً ، وإلّا فتلك الآلات التي يعمل بها الصالحات منه تعالى والتوفيق منه أيضاً .