الحديث الحادي والستّون والمائتان
[سأل النبيّ جارية : أين اللَّه ؟ . . .]
۰.ما روي من طرق الجمهور عن النبيّ صلى اللَّه عليه وآله أنّه سأل جارية : « أين اللَّه ؟ » فقالت : في السماء ، فقال : « مَن أنا ؟ » فقالت : رسول اللَّه ، فقال صلى اللَّه عليه وآله : « إنّها مؤمنة »۱ .
ووجّه على قواعد العدليّة بوجوه :
الأوّل : أنّ المراد بكونه في السماء كونه في الرتبة العليا التي هي سماء الربّ .
الثاني : أن يكون النبيّ صلى اللَّه عليه وآله علم من سريرتها كونها مؤمنة .
الثالث : أنّ التكليف بالإيمان إنّما وقع على قدر ما أعطاه اللَّه من العقول والأذهان ، فإيمان كلّ شخص بقدر عقله وإن كان غير مطابق للواقع .
ويؤيّده حديث العابد المروي في أوائل الكافي ، حيث قال للملك : إنّ لمكاننا هذا عيباً ؛ إذ ليس لربّنا حمار يرعى الحشيش في هذا الموضع ؛ لئلّا يضيع هذا الحشيش ، فقال له الملك : وما لربّك حمار ، وأوحى اللَّه إليه إنّما اُثيبه على قدر عقله۲ . فكما أنّ تجويز أن يكون للَّه تعالى حمار ليس بكفر بالنسبة لمن لم يعقل أنّه يفضي إلى احتياجه تعالى وجسميّته ، فكذلك كونه تعالى في السماء ليس بكفر لمن لم يعقل أنّه يفضي إلى الجسميّة ، واللَّه العالم .