الحديث السادس والخمسون والمائتان
[لو علم الناس بما في زيارة الحسين ...]
۰.ما رويناه عن السيّد ابن طاووس رحمة اللَّه عليه في كتاب الإقبال بإسناده عن يونس بن يعقوب ، قال : قال أبو عبداللَّه عليه السلام : « يا يونس ، ليلة النصف من شعبان يغفر اللَّه لكلّ من زار الحسين من المؤمنين ما قدّموا من ذنوبهم ، وقيل لهم : استقبلوا العمل » . قال : قلت : هذا كلّه لمن زار الحسين في النصف من شعبان ؟ قال : « يا يونس ، لو أخبرتُ الناس بما فيها لقامت ذكور الرجال على الخشب » ، ورواه أيضاً بإسناد آخر۱ .
بيان
يحتمل وجوهاً :
الأوّل : ما قاله السيّد رضي اللَّه عنه قال :
لعلّ معنى قوله عليه السلام «لقامت ذكور الرجال على الخشب» أي كانوا صلبوا على الأخشاب ؛ لعظيم ما كانوا ينقلونه ويروونه من فضل زيارة الحسين عليه السلام في النصف من شعبان من عظيم فضل سلطان الحساب وعظى نعيم دار الثواب الذي لا يقوم بتصديقه ضعيفوا الألباب۲ . انتهى .
وعلى ما ذكره يكون إضافة الذكور إلى الرجال للمبالغة في وصف الرجوليّة ، وما يلزمها من الشدّة والإقدام على اُمور الخير وعدم التهاون فيها .
الثاني : أنّ المعنى : أنّ الناس لو علموا قدر ثوابها لقامت الرجال الذكور - وهم الكاملون من الرجال - على أرجل الخشب لو لم يكن لهم أرجل يقدرون بها على التوصّل مبالغة في اهتمامهم بذلك۳ .
الثالث : أنّهم لكثرة استماع ما يعجبهم من وصف المناكح والمشتهيات تقوم ذكورهم على نحو الخشب ، أو أنّهم لكثرة ما يسمعون من تلك الفضائل يتكلّمون عليها ويتجرّؤون بعد الإتيان بها على المعاصي ، فتقوم ذكورهم على كلّ خشب ، مبالغة في جرأتهم وعدم مبالاتهم اتّكالاً على أنّ ثواب تلك الزيارة مكفّر لذنوبهم ، وهو بعيد ، والأوجه : الأوّل۴ .
1.إقبال الأعمال ، ص۷۱۱ ؛ كامل الزيارات ، ص ۱۸۱ ؛ وعن الكامل في بحار الأنوار ، ج ۹۸ ، ص ۹۵ ح ۱۲ .
2.إقبال الأعمال ، ص۷۱۱ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج۹۸ ، ص۹۵ ، ح۱۳ .
3.انظر : بحار الأنوار ، ج ۹۸ ، ص ۹۵ - ۹۶ .
4.بحار الأنوار ، ج ۹۸ ، ص ۹۶ .