الحديث الحادي والخمسون والمائتان
[إنّ آدم أتى هذا البيت راكباً ماشياً]
۰.ما رويناه عن الصدوق في الفقيه قال : قال أبو جعفر الباقر عليه السلام : « إنّ آدم عليه السلام أتى هذا البيت ألف آتية على قدميه ، منها : سبعمائة حجّة وثلاثمائة عمرة ، وكان يأتيه من ناحية الشام ، وكان يحجّ على ثور »۱ .
بيان
يمكن دفع التنافي بين قوله «على قدميه» وبين قوله «على ثور» بوجوه :
الأوّل - ولعلّه الأظهر - : أن يكون المراد بلفظة « ثور » : جبل في مكّة أو المدينة ، أي كان طريقه على هذا الجبل . قال الفيروزآبادي في القاموس في «ثَور» :
وجبل بمكّة ، وفيه الغار المذكور في التنزيل ، ويقال له : ثور أطحل ، واسم الجبل : أطحل نزله ثور ابن عبد مناف ، فنسب إليه ، وجبل بالمدينة ، ومنه الحديث الصحيح : « المدينة حرم ما بين عير إلى ثور » .
الثاني : أن يكون المراد أنّه كان يحمل زاده وآلات سفره على ثور ويمشي هو .
الثالث : أنّه كان الثور هَديَه يسوقه .
الرابع : أنّه كان يأتي بأفعال الحجّ راكباً على الثور ؛ لمشقّةٍ تلحقه من مشي الطريق من الشام إلى مكّة ، واللَّه العالم .