285
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الثاني والثلاثون والمائتان‏

[أخّروا الأحمال فإنّ اليدين معلّقة . . .]

۰.ما رويناه عن الصدوق في الفقيه ، قال : قال النبيّ صلى اللَّه عليه وآله : « أخّروا الأحمال ؛ فإنّ اليدين معلّقة ، والرجلين موثّقة »۱ .

بيان‏

الأحمال : جمع حِمل ، والمراد : أخّروا حمل الدابّة واجعلوه في مؤخّر الظهر ولا تقدّموه ، فإنّ اليدين معلّقة وليس اعتمادها على الأرض حتّى تطيق ثقل الحمل ، بخلاف الرجلين فإنّها موثّقة وثيقة باعتمادها على الأرض ، فهما يطيقان ذلك .

1.من لا يحضره الفقيه ، ج ۲ ، ص ۲۹۲ ، ح‏۲۴۹۱ ؛ وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۱۱ ، ص ۵۴۱ ، ح‏۱۵۴۸۵ ؛ بحار الأنوار ، ج ۶۱ ، ص ۲۱۵ ، ح‏۲۶ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
284

الحديث الحادي والثلاثون والمائتان‏

[ما آتى اللَّه نبياً شيئاً إلّا وآتى محمّداً مثله وزاده‏]

۰.ما رويناه عنه أيضاً عن بعض أصحابنا ، قال : أولم أبوالحسن موسى عليه السلام وليمةً لبعض ولده ، فأطعم أهل المدينة ثلاثة أيّام الفالوذجات‏۱ في الجفان في المساجد والأزقّة ، فعابه بذلك بعض أهل المدينة ، فبلغه ذلك فقال : « ما آتى اللَّه تعالى نبيّاً من أنبيائه شيئاً إلّا وقد آتى محمّداً صلى اللَّه عليه وآله مثله وزاده ما لم يؤتهم ، قال لسليمان عليه السلام : « هذَا عَطَاؤُنَا فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسَابٍ »۲ وقال لمحمّد صلى اللَّه عليه وآله : « مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا »۳ »۴ .

بيان‏

الجَفنة - بالجيم والفاء - : القصعة .
وقوله : ( ما آتى اللَّه ) لا يخلو من خفاء ، ويمكن توجيهه بأنّ المراد كما أنّه تعالى أعطى سليمان عليه السلام التوسعة والتخيير في إعطاء ما أنعم اللَّه عليه وإمساكه ، كذلك أعطى محمّداً التوسعة والتخيير في أن يأمر بما شاء وينهى عمّا شاء ، وإن كان كلّ منهما إنّما يفعل ما يفعل بوحي اللَّه وإلهامه ، فإنّه لا ينافي ذلك لموافقة إرادتهما إرادة اللَّه تعالى في كلّ شي‏ء .
وأيضاً فإنّ الوحي بالأمر الكلّي وحيٌ بكلّ جزء منه .
ثمّ إنّ إطعامه على النحو المذكور ليس ممّا نهى عنه النبيّ صلى اللَّه عليه وآله فيكون مباحاً ، أو هو من جملة ما آتاه فيكون سنّة ، فلا عيب فيه .
ويحتمل أن يكون المراد : يجب عليكم متابعتنا والأخذ بأوامرنا ونواهينا كما يجب عليكم متابعة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله والأخذ بأوامره ونواهيه ، وليس لكم أن تعيبوا علينا أفعالنا لأنّا أوصياؤه ونوّابه وإرادتنا مستهلكة في إرادة اللَّه تعالى كإرادته ، وإنّما أبهم ذلك وأجمله لمكان التقيّة . كذا ذكر المحدّث الكاشاني‏۵ .

1.هو ما يصنع من السمن والعسل ، ثمّ يغلى على النار ، ثمّ يضاف إليه مخّ الحنطة ( ش ) .

2.ص ( ۳۸ ) : ۳۹ .

3.الحشر ( ۵۹ ) : ۷ .

4.الكافي ، ج ۶ ، ص ۲۸۱ ، باب الولائم ، ح‏۱ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۴۸ ، ص ۱۱۰ ، ح‏۱۲ .

5.الوافي ، ج ۲۰ ، ص ۵۲۷ - ۵۲۸ ، ذيل ح ۱۹۹۴۳ - ۱ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10815
صفحه از 719
پرینت  ارسال به