الحديث الثالث والعشرون والمائتان
[اُعطيت السور الطوال . . .]
۰.ما رويناه عنه بإسناده عن سعد الإسكاف ، قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : « اُعطيت السور الطوَل مكان التوراة ، واُعطيت المئين مكان الإنجيل ، واُعطيت المثاني مكان الزبور ، وفضّلت بالمفصّل ثمان وستّون سورة ، وهو مهيمن على سائر الكتب ، فالتوراة لموسى ، والإنجيل لعيسى ، والزبور لداود »۱ .
بيان
قال المحدّث الكاشانيّ :
السُور الطوَل - كصُر - : وهي السبع الاُول بعد الفاتحة على أن يعدّ الأنفال والبراءة واحد۲ ، لنزولهما جميعاً في المغازي وتسميتهما بالقرينتين ، أو السابعة سورة يونس۳ ، والمثاني : هي التي بعد هذه السبع لأنّها ثنّتها ، واحدها مَثنى ، مثل معاني ومعنى ، وقد يطلق المثاني على سور القرآن كلّها ؛ طوالها وقصارها ، وأمّا المئون فهي من بني إسرائيل إلى سبع سور ، سُمّيت بها لأنّ كلّاً منها نحو من مائة آية . كذا في بعض التفاسير .
وفي القاموس : المثاني : القرآن ، أو ما يثنى منه مرّة بعد مرّة ، أو الحمد ، أو البقرة إلى براءة ، أو كلّ سورة دون الطوَل ، ودون المئين وفوق المفصّل ، أو سورة الحجّ والقصص والنمل والعنكبوت والنور والأنفال ومريم والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص ومحمّد صلى اللَّه عليه وآله ولقمان والغُرف۴والزخرف والمؤمن والسجدة والأحقاف والجاثية والدخان والأحزاب .
وقال ابن الأثير في نهايته في ذكر الفاتحة : هي السبع المثاني ، سمّيت بذلك لأنّها تثنّى في كلّ صلاة وتعاد ، وقيل : المثاني : السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصّل ، كأنّ المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني .
أقول : ما ذكره أوّلاً في تفسير السبع المثانيووجه التسمية مرويّ بعينه عن الصادق عليه السلام إلّا أنّ القول الأخير أوفق بهذا الحديث ، بل المستفاد منه أنّ المثاني ما عدى الثلث الأخير۵ ، وكأنّه من الألفاظ المشتركة فلا تنافي۶ ، انتهى .
1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۰۱ ، ح۱۰ ، باب فضل القرآن ، ح ۱۰ .
2.في المصدر : « واحدة » .
3.في « ث » : « يس » .
4.المراد بسورة الغرف هي سورة الزمر ؛ لورود لفظة الغرف في هذه السورة مرَّتين .
5.في المصدر : « الثلاث الاُخر » .
6.الوافي ، ج ۹ ، ص ۱۷۷۲ - ۱۷۷۳ ، ذيل ح ۹۰۸۲ - ۱۰ .