265
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الثالث والعشرون والمائتان‏

[اُعطيت السور الطوال . . .]

۰.ما رويناه عنه بإسناده عن سعد الإسكاف ، قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : « اُعطيت السور الطوَل مكان التوراة ، واُعطيت المئين مكان الإنجيل ، واُعطيت المثاني مكان الزبور ، وفضّلت بالمفصّل ثمان وستّون سورة ، وهو مهيمن على سائر الكتب ، فالتوراة لموسى ، والإنجيل لعيسى ، والزبور لداود »۱ .

بيان‏

قال المحدّث الكاشانيّ :
السُور الطوَل - كصُر - : وهي السبع الاُول بعد الفاتحة على أن يعدّ الأنفال والبراءة واحد۲ ، لنزولهما جميعاً في المغازي وتسميتهما بالقرينتين ، أو السابعة سورة يونس‏۳ ، والمثاني : هي التي بعد هذه السبع لأنّها ثنّتها ، واحدها مَثنى ، مثل معاني ومعنى ، وقد يطلق المثاني على سور القرآن كلّها ؛ طوالها وقصارها ، وأمّا المئون فهي من بني إسرائيل إلى سبع سور ، سُمّيت بها لأنّ كلّاً منها نحو من مائة آية . كذا في بعض التفاسير .
وفي القاموس : المثاني : القرآن ، أو ما يثنى منه مرّة بعد مرّة ، أو الحمد ، أو البقرة إلى براءة ، أو كلّ سورة دون الطوَل ، ودون المئين وفوق المفصّل ، أو سورة الحجّ والقصص والنمل والعنكبوت والنور والأنفال ومريم والروم ويس والفرقان والحجر والرعد وسبأ والملائكة وإبراهيم وص ومحمّد صلى اللَّه عليه وآله ولقمان والغُرف‏۴والزخرف والمؤمن والسجدة والأحقاف والجاثية والدخان والأحزاب .
وقال ابن الأثير في نهايته في ذكر الفاتحة : هي السبع المثاني ، سمّيت بذلك لأنّها تثنّى في كلّ صلاة وتعاد ، وقيل : المثاني : السور التي تقصر عن المئين وتزيد على المفصّل ، كأنّ المئين جعلت مبادي والتي تليها مثاني .
أقول : ما ذكره أوّلاً في تفسير السبع المثاني‏ووجه التسمية مرويّ بعينه عن الصادق عليه السلام إلّا أنّ القول الأخير أوفق بهذا الحديث ، بل المستفاد منه أنّ المثاني ما عدى الثلث الأخير۵ ، وكأنّه من الألفاظ المشتركة فلا تنافي‏۶ ، انتهى .

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۰۱ ، ح‏۱۰ ، باب فضل القرآن ، ح ۱۰ .

2.في المصدر : « واحدة » .

3.في « ث » : « يس » .

4.المراد بسورة الغرف هي سورة الزمر ؛ لورود لفظة الغرف في هذه السورة مرَّتين .

5.في المصدر : « الثلاث الاُخر » .

6.الوافي ، ج ۹ ، ص ۱۷۷۲ - ۱۷۷۳ ، ذيل ح ۹۰۸۲ - ۱۰ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
264

الحديث الثاني والعشرون والمائتان‏

[من استكفى باللَّه من القرآن كفي‏]

۰.ما رويناه عنه أيضاً بإسناده عن أبي إبراهيم عليه السلام قال : « من استكفى بآية۱من القرآن من المشرق إلى المغرب كُفي إذا كان بيقين »۲ .

بيان‏

قال المحدّث الكاشانيّ :
وذلك لأنّ في القرآن الترياق الأكبر ، والكبريت الأحمر ، والخواصّ الغريبة ، والمعجزات العجيبة ، ولا يمثّل بالطود الأشمّ‏۳ ، بل هو أفخم ، ولا بالبحر الخِضَمّ‏۴ ، بل هو أعظم ، فإن نظرت إلى الاستشفاء والاسترقاء ففيه الشفاء والدواء ، وهو سبيل إلى الكفاية والغناء ، والوسيلة الى إجابة الدعاء ، وإن نظرت إلى المواعظ والزواجر فمنه‏يأخذ الخطيب المِصقع‏۵ ، والواعظ البليغ ، وإن نظرت إلى الأحكام ومواضع الحلال والحرام فمن بحره يغرف الفقيه الحاذق ، والمفتي الصادق ، وإن نظرت إلى البلاغة والفصاحة فمنه يأخذ البلغاء والفصحاء ، وبتوجيه معانيه ومعرفة أساليبه ومبانيه يفتخر الاُدباء ، وما عسى أن يقول فيه المادحون ، ويثني عليه المثنون بعد قوله تعالى : « فَبِأَىِ‏ّ حَدِيثِ‏م بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ »۶ ، وقوله عزّ وجلّ : « مَّا فَرَّطْنَا فِى الْكِتَبِ مِن شَىْ‏ءٍ »۷ .۸

1.في الأصل : « باللَّه » ، وما اُثبت من المصدر .

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۶۲۳ ، باب فضل القرآن ، ح ۲۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۹ ، ص ۱۷۶ ، ح‏۲ .

3.الطَّود : الجبل العظيم . لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۲۷۰ ( طود ) . وجبل أشمّ : طويل الرأس ( لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۲۲۷ ( شمم ) .

4.الخِضَمّ : السيّد الحمول الجواد المعطاء ، الكثير المعروف والعطية .والخِضّم : البحر لكثرة مائه وخيره . لسان العرب ، ج ۱۲ ، ص ۱۸۳ ( خضم ) .

5.خطيب مصقع : بليغ . لسان العرب ، ج ۸ ، ص ۲۰۳ ( صقع ) .

6.الأعراف ( ۷ ) : ۱۸۵ .

7.الأنعام ( ۶ ) : ۳۸ .

8.الوافي ، ج ۹ ، ص ۱۷۶۴ ، ذيل ح ۹۰۷۱ - ۶ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10539
صفحه از 719
پرینت  ارسال به