235
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الخامس والمائتان‏

[هلكت المحاضير]

۰.ما رويناه عنه فيه بإسناده عن أبي المرهف ، قال : قال أبو عبداللَّه عليه السلام : « هلكت المحاضير » ، قلت : وما المحاضير ؟ قال : « المستعجلون ، ونجى المقرّبون ، وثبت الحصن على أوتادها ، وكونوا أحلاس‏۱ بيوتكم ، فإنّ الفتنة على من أثارها ، وإنّهم لا يريدونكم بحاجة إلّا أتاهم اللَّه بشاغل لأمر يعرض لهم »۲ .

بيان‏

قال العلّامة المجلسيّ رحمة اللَّه عليه :
« المحاضير » جمع محضير : وهو الفرس الكثير العدْو ، و«المقرّبون» بكسر الراء المشدّدة ، أي : الذين يقولون : الفرج قريب ، ويرجون قربه أو يدعون لقربه ، أو بفتح الراء ، أي الصابرون الذين فازوا بالصبر بقربه تعالى .
قوله عليه السلام : «ثبت الحصن» أي استقرّت دولة المخالفين على أساسها ، بأن يكون المراد بالأوتاد : الأساس مجازاً . وفي الكافي : وثبت الحصا على أوتادهم ، أي سهلت لهم الاُمور الصعبة ، كما أنّ استقرار الحصا على الوتد صعب ، أو أنّ أسباب دولتهم تتزايد يوماً فيوماً ، أي لا ترفع الحصا عن أوتاد دولتهم بل تُدقّ بها دائماً .
أو المراد بالأوتاد : الرؤساء والعظماء ، أي قُدّر ولزم نزول حصى العذاب على عظمائهم .
قوله عليه السلام : «الفتنة على من أثارها» أي يعود ضرر الفتنة على من أثارها أكثر من غيره ، كما أنّ بالغبار يتضرّر مثيره أكثر من غيره .۳انتهى .

1.الأحلاس : جمع حلس ، يقال : رجل حلس ، أي لا يبرح مكانه ، شبّه بحلس البعير أو البيت . انظر : لسان العرب ، ۶ ، ص ۵۵ ( حلس ) .

2.الغيبة للنعماني ، ص ۱۹۶ ح‏۵ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۱۳۸ ، ح‏۴۳ .

3.بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۱۳۸ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
234

الحديث الرابع والمائتان‏

[تكون فترة لا يعرف المسلمون إمامهم فيها]

۰.ما رويناه عن النعمانيّ في كتاب الغيبة بإسناده عن الحرث بن المغيرة ، قال : قلت لأبي عبداللَّه عليه السلام : تكون فترة لا يعرف المسلمون إمامهم فيها ؟ فقال : « يقال ذلك» . قلت : فكيف يصنع ؟ قال : « إذا كان ذلك فتمسّكوا بالأمر الأوّل حتّى يتبيّن لكم الآخر »۱ .

وفي رواية : « فتمسّكوا بما في أيديكم حتّى يتّضح لكم الأمر»۲ .
وفي رواية اُخرى : « فتمسّكوا بالأمر الذي أنتم عليه حتّى يتبيّن لكم »۳ .

بيان‏

الظاهر أنّ المقصود عدم التزلزل في الدين والتحيّر في الأمر للعمل ، أي تمسّكوا في اُصول دينكم وفروعه بما وصل إليكم من أئمّتكم السابقين ، ولا تتركوا العمل حتّى يظهر إمامكم الآخر .
ويحتمل بعيداً أن يكون المعنى : لا تؤمنوا بمن يدّعي أنّه القائم حتّى يتبيّن لكم ذلك بالبراهين القطعيّة والمعجزات اليقينيّة .

1.الغيبة للنعماني ، ص ۱۵۸ ، ح‏۲ ، وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۱۳۲ ، ح‏۳۷ .

2.الغيبة للنعماني ، ص ۱۵۹ ، ح‏۴ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۲ ، ص ۱۳۳ ، ح‏۳۷ .

3.الغيبة للنعماني ، ص ۱۵۹ ، ح‏۵ ، وفيه : « فتمسّكوا بالأمر الأوّل الذي . . . . » .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10745
صفحه از 719
پرینت  ارسال به