الحديث المائتان
[المؤذّن يغفر اللَّه له مدّ بصره ومدّ صوته]
۰.ما رويناه عن الصدوق في الفقيه ، قال : قال أبو جعفر عليه السلام : « المؤذّن يغفر اللَّه له مدّ بصره ومدّ صوته في السماء ، ويصدّقه كلّ رطب ويابس يسمعه ، وله من كلّ من يصلّي معه في مسجده سهم ، وله من كلّ من يصلّي بصوته حسنة »۱ .
بيان
( مدّ بصره وصوته في السماء ) يعني : إذا كان هذا المقدار مملواً من معاصيه فإنّ اللَّه تعالى يغفرها له ، فيكون من باب تشبيه المعقول بالمحسوس ، وكلّما كان صوته أرفع تكون المغفرة أكثر .
وقوله : «في السماء» إمّا قيد للأخير أو قيد لهما معاً ، فيكون المعنى : أنّه إذا كان عليه ما بين السماء والأرض ذنوباً فإنّ اللَّه تعالى يغفرها له ، والصوت وإن لم يصل إلى السماء لكن ورد أنّ اللَّه تعالى وكّل ريحاً ترفعه إلى السماء .
( ويُصدّقه كلّ رطب ويابس يسمعه ) ، يدلّ ظاهراً على أنّ لكلّ شيء شعوراً كما تقدّم ، ويمكن أن يكون تصديق الأشياء عبارة عن دلالتها على واجب الوجود كما قيل :
وفي كلّ شيء له آيةتدلُّ على أنّه واحد
ويستلزم الكبرياء والعظمة والتوحيد والعدل المقتضي لإرسال الرسل ، والتكليف بالصلاة التي هي سبب الفلاح وغيرها .
( وله من كلّ من يصلّي معه في مسجده سهم ) من الثواب .