الحديث السادس والثمانون والمائة
[إنّ اللَّه أمر نبيّه بخمسين صلاة]
۰.ما رويناه بالأسانيد عن الصدوق في العلل والتوحيد والأمالي بإسناده عن زيد ابن عليّ ، قال : سألت أبي سيّد العابدين ، فقلت له : يا أبه ، أخبرني عن جدّنا رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله لمّا عُرج به إلى السماء وأمره ربّه عزّوجلّ بخمسين صلاة ، كيف لم يسأله التخفيف عن اُمّته حتّى قال له موسى بن عمران عليه السلام : إرجع إلى ربّك فاسأله التخفيف ، فإنّ اُمّتك لا تُطيق ذلك ؟ فقال : « يا بنيّ ، إنّ رسول اللَّه لا يصرّ على ربّه تعالى ، ولا يُراجعه في شيء يأمره به ، فلمّا سأله موسى ذلك وصار شفيعاً لاُمّته إليه لم يجز له ردّ شفاعة أخيه موسى عليه السلام ، فرجع إلى ربّه عزّ وجلّ فسأله التخفيف إلى أن ردّها إلى خمس صلوات » .
قال : فقلت : يا أبه ، فَلِمَ لم يرجع إلى ربّه عزّ وجلّ ولم يسأله التخفيف بعد خمس صلوات ؟ فقال : يا بنيّ ، أراد أن يحصل لاُمّته التخفيف مع أجر خمسين صلاة ، لقول اللَّه عزّ وجلّ « مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا »۱ ، ألا ترى أنّه عليه السلام لمّا هبط إلى الأرض نزل عليه جبرئيل فقال : يا محمّد ، إنّ ربّك يقرئك السلام ويقول : إنّها خمسٌ بخمسين « مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَىَّ وَ مَآ أَنَا بِظَلَّمٍ لِّلْعَبِيدِ »۲ » .۳