165
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الحادي والستّون والمائة

[في ثواب المؤذّن‏]

۰.ما رويناه بالأسانيد عن الصدوق في الفقيه ، قال : قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : « للمؤذّن فيما بين الأذان والإقامة مثل أجر الشهيد المتشحّط بدمه في سبيل اللَّه عزّ وجلّ » . فقال عليّ عليه السلام : « إنّهم يجتلدون على الأذان ؟ » فقال : « كلّا ، إنّه يأتي على الناس زمان يطرحون الأذان على ضعفائهم ، فتلك لحوم حرّمها اللَّه على النار »۱ .

بيان‏

قوله صلى اللَّه عليه وآله : ( فيما بين الأذان والإقامة ) يحتمل أن يكون الثواب للأذان أو للفعل الواقع فيما بينهما من الجلوس والسجدة والتسبيح ، كما ورد هذا بعينه في الجلسة بينهما في المغرب .
ويحتمل أن يكون المراد : أنّ له هذا الثواب من أوّل الأذان إلى آخر الإقامة ، أو إذا فرغ من الأذان إلى أن يأخذ في الإقامة .
( والمتشحّط بدمه ) هو المخلوط به مع الاضطراب في الجهاد في سبيل اللَّه ، وهو من أعلى مراتب الشهداء .
( إنّهم يجتلدون على الأذان ) من الجلادة ، أي : يقاتلون ، وفي بعضها : يجتارون بالجيم من الجوار ، أي يحصل منهم الجور على الضعفاء المريدين للأذان ولا يدعونهم يؤذنّون ، فقال صلى اللَّه عليه وآله : ( كلّا ) يعني حاشا ، لا يبقى هكذا ، أو مع هذه المبالغة حتّى لا يصير سبباً للاختيار والمجاهدة .
( إنّه يأتي زمان يطرحون الأذان على ضعفائهم ) في اُمور الدنيا ( وتلك ) أي الضعفاء المطروح عليهم الأذان .
( لحومهم حرّمها اللَّه على النار ) بمعنى أنّهم لا يدخلونها ، والظاهر أنّ المراد بذلك أذان الإعلام ، وإلّا فلا طرح في الأذان لنفسه في الصلاة أو أذان الجماعة .

1.من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۲۸۳ ، ح‏۸۶۹ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۲ ، ص ۲۸۳ ، ح‏۱۱۳۰ ؛ وعنه التهذيب في وسائل الشيعة ، ج ۵ ، ص ۳۷۲ ، ح‏۶۸۲۰ .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
164

الحديث الستّون والمائة

[علّة جعل الجريدتين مع الميّت‏]

۰.ما رويناه عن الصدوق في الفقيه عن زرارة ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : أرأيت الميّت إذا مات لِمَ تجعل معه الجريدة ؟ فقال : « يتجافى عنه العذاب والحساب ما دام العود رطباً ، إنّما الحساب والعذاب كلّه في يوم واحد في ساعة واحدة قدر ما يدخل القبر ويرجع القوم ، وإنّما جعل السعفتان لذلك ، فلا يصيبه عذاب ولا حساب بعد جفوفهما إن شاء اللَّه تعالى »۱ .

بيان‏

هذا بظاهره ينافي بعض الأخبار الدالّة على اتّصال نعيم القبر وعذابه إلى يوم القيامة ، اللهمّ إلّا أن يجعل اتّصال العذاب مختصّاً بالكافر .
قال التقي المجلسيّ - بعد هذا الخبر - : الطريق صحيح ويدلّ على أنّ العذاب في القبر في ساعة واحدة ، وينافي الأخبار الكثيرة وأنّ قبر المؤمن روضة من رياض الجنّة ، وقبر الكافر حفرة من حفر النيران وغيره من الأخبار ، فيمكن أن يكون مخصوصاً بالمؤمن ويكون حسابهم وعذابهم سؤال منكر ونكير ، أو الضغطة ، وإن تقدّم سابقاً انّ المؤمن لا تصيبه الضغطة أيضاً ، فيكون محمولاً على الأتقياء ، ويمكن أن يكون الحصر باعتبار الأشدّيّة۲ .

1.من لا يحضره الفقيه ، ج ۱ ، ص ۱۴۵ ، ح‏۴۰۷ ؛ وعنه في وسائل الشيعة ، ج ۳ ، ص‏۲۰ ، ح‏۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۳۱۶ ، ح‏۱۳ .

2.روضة المتّقين ، ج ۱۷ ص ۳۷۹ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10661
صفحه از 719
پرینت  ارسال به