الحديث الثامن والخمسون والمائة
[ما يقال بعد الاستحمام]
۰.ما رويناه عن ثقة الإسلام في الكافي والصدوق في الفقيه عن الحسن بن عليّ عليه السلام أنّه خرج من الحمّام فلقيه إنسان فقال له : طاب حمّامك ، فقال عليه السلام : « إذا طاب الحمّام فما راحة البدن منه ؟ » فقال : طاب حميمك ، فقال : « ويحك أما علمت أنّ الحميم العَرق ؟ » فقال له : طاب استحمامُك ، فقال عليه السلام : « يا لكع ، وما تصنع بالأست ههنا ؟ » فقال له : كيف أقول ؟ فقال عليه السلام : « قل : طاب ما طهُر منك وطهُر ما طاب منك »۱ .
بيان
( لكع ) : كصُرد ، وهو السفيه الأحمق ، وكأنّ القائل كان مخالفاً للحقّ أو أنّه عليه السلام قال له ذلك للتأديب .
( وما تصنع بالأست ههنا ) يعني أنّ الأست إنّما يرد لإفادة الطلب ، وإنّما يتصوّر ذلك قبل دخول الحمّام لا بعده ، وإنّ لفظ «الأست» قبيح فإنّه بمعنى الدبر ، ويمكن أن يكون قاله بما يتوهّم منه : است حمّامك ، ولهذا أدّبه عليه السلام ، أو لم يكن قاله كذلك ولكن لمّا كانت هذه الكلمة قابلة لأن تقال هكذا فلا ينبغي التكلّم بالكلمة المستهجنة .
ويؤيّد الأوّل قوله قبل ذلك : طاب حمّامك ، فقال له عليه السلام : «إذا طاب الحمّام فما راحة البدن ؟ » يعني أنّ هذا دعاء للحمّام لا للبدن ، فقال : طاب حميمك ، فقال : ( ويحك )