145
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
144

الحديث التاسع والأربعون والمائة

[علّة تغسيل الميّت غُسل الجنابة]

۰.ما رويناه عن الصدوق في العلل بإسناده عن الكاظم عليه السلام أنّه سُئل‏۱ عن الميّت لِمَ يُغسل غسل الجنابة ؟ قال : « إنّ اللَّه تبارك وتعالى أعلا وأخلص من أن يبعث الأشياء بيده ، إنّ للّه تبارك وتعالى ملكين خلّاقين ، فإذا أراد أن يخلق خلقاً أمر الملكين الخلّاقين فأخذوا من التربة التي قال اللَّه عزّ وجلّ في كتابه « مِنْهَا خَلَقْنَكُمْ وَ فِيهَا نُعِيدُكُمْ وَمِنْهَا نُخْرِجُكُمْ تَارَةً أُخْرَى‏ »۲ فعجنوها بالنطفة المسكنة في الرحم ، فإذا عجنت النطفة بالتربة قالا : يا ربّ ، ما تخلق ؟ قال : فيوحي اللَّه تعالى ما يريد من ذلك ذكراً أو اُنثى ، مؤمناً أو كافراً ، أسوداً أو أبيضاً ، شقيّاً أو سعيداً ، فإذا مات سالت منه تلك النطفة بعينها لا غيرها ، فمن ثَمّ صار الميّت يغسل غسل الجنابة »۳ .

إيضاح‏

قال التقي المجلسيّ :
لا يستبعد أن تكون النطفة أو بعضها محفوظة ، أو المراد بالنطفة الروح الحيواني ، والمراد أنّه لمّا خرجت منه صار نجساً فيجب تطهيره بالغسل ، فإنّه إنّما كان‏۴إنساناً بالروح النقيّة اللطيفة ، فلمّا فارقت البدن وجب تداركه بالغسل حتّى يصير قابلاً للصلاة قريباً من رحمة اللَّه .
وقال ولده العلّامة : الأظهر أنّ المراد أنّ الماء الغليظ الذي يخرج من عينه لمّا كان شبيهاً بالنطفة فلذا يغسل غسل الجنابة ، انتهى .

1.في المصدر : « سألت » .

2.طه ( ۲۰ ) : ۵۵ .

3.علل الشرائع ، ج ۱ ، ص‏۳۰۰ ، ح‏۵ ؛ وعنه في وسائل الشيعة ، ج‏۲ ، ص‏۴۸۸ ، ح‏۲۷۱۵ ؛ بحار الأنوار ، ج‏۵۷ ، ص‏۳۴۱ ، ح‏۲۲ مع تفاوت واختصار .

4.في المصدر : « أو أنّه لمّا كان » بدل « فإنّه إنّما كان » .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10566
صفحه از 719
پرینت  ارسال به