143
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث الثامن والأربعون والمائة

[لا تكون العيادة أقلّ من ثلاثة أيّام‏]

۰.ما رويناه عن مكارم الأخلاق عن الصادق عليه السلام قال : « لا عيادة في وجع العين ، ولا تكون العيادة في أقلّ من ثلاثة أيّام ، فإذا شئت‏۱ فيوم ويوم لا ، أو يوم ويومان لا ، وإذا طالت العلّة ترك المريض وعياله »۲ .

بيان‏

يحتمل وجوهاً ثلاثة :
الأوّل - وهو الأظهر - : أنّ المراد به أنّه لا ينبغي أن يعاد المريض في أوّل ما يمرض إلى ثلاثة أيّام ، فإن برأ قبل مضيّها وإلّا فيوماً تعود ويوماً لا تعود ، أو يوماً۳تعود ويومين لا تعود .
الثاني : أن يكون المراد أنّ أقلّ العيادة أن يراه ثلاثة أيّام متواليات ، وبعد ذلك غبّاً .
الثالث : أنّ أقلّ العيادة أن يراه في كلّ ثلاثة أيّام ، فلمّا ظهر منه أنّ عيادته كلّ يوم أفضل استثنى من ذلك حالة وجوب العيادة۴۵ ، واللَّه العالم .

1.في بحار الأنوار ، « فإذا وجبت » بدل : « فإذا شئت » وغير خفي أنّ الوجه الثالث في توجيه الرواية يناسب ما ورد في البحار ، لا ما في المكارم .

2.مكارم الأخلاق ، ص ۳۶۰ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۲۶ ، ح‏۳۷ .

3.في الأصل : « يوم » .

4.في بحار الأنوار والنسخ المخطوطة : « وجوب المرض » ، والظاهر أنّه سهو .

5.بحار الأنوار ، ج ۷۸ ، ص ۲۲۶ ، واستبعد فيه الوجهين الأخيرين ، واستظهر الأوّل منها .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
142

الحديث السابع والأربعون والمائة

[تمسّحوا بالأرض فإنّها اُمّكم‏]

۰.ما رويناه بالأسانيد عن الراونديّ في نوادره بإسناده عن الكاظم عن آبائه عليهم السلام قال : « قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : تمسّحوا بالأرض فإنّها اُمّكم ، وهي بكم بَرَّة »۱ .

بيان‏

يحتمل وجوه :
الأوّل : أنّ المراد بالتمسّح : التيمّم بها عند الضرورة .
الثاني : أن يكون المراد بالتمسّح بها : التمسّح على وجه البركة .
الثالث : أن يكون ذلك كناية عن الجلوس عليها ، ويؤيّدهما۲ما رواه الراونديّ أيضاً أنّه أقبل رجلان إلى رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله فقال أحدهما لصاحبه : اجلس على اسم اللَّه تعالى والبركة ، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : « اجلس على استك » ، فأقبل يضرب الأرض بعصا ، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله : « لا تضربها فإنّها اُمّكم ، وهي بكم بَرّة»۳ .
الرابع : أن يكون المراد بذلك : مباشرة ترابها بالجباه في السجود من غير حائل ، ويكون الأمر للاستحباب . وقوله عليه السلام «فإنّها بكم برّة» أي مشفقة عليكم كالوالدة البرّة بأولادها ، يعني أنّ منها خلقكم وفيها معاشكم وإليها بعد الموت معادكم .

1.النوادر للراوندي ، ص ۱۰۴ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۵۷ ، ص ۹۴ ، ح‏۲۸ .

2.أي الوجه الثاني والثالث .

3.النوادر للراوندي ، ص ۱۰۳ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10719
صفحه از 719
پرینت  ارسال به