الحديث السابع والثلاثون والمائة
[يدخل الجنّة من البهائم أربع]
۰.ما رويناه بالأسانيد عن العلّامة المجلسيّ رحمة اللَّه عليه عن الصادق عليه السلام قال : « لا يكون في الجنّة من البهائم سوى حمارة بلعم بن باعورا ، وناقة صالح ، وذئب يوسف ، وكلب أهل الكهف »۱ .
بيان
( حمارة بلعم بن باعورا ) إشارة إلى ما روي عن الرضا عليه السلام : « أنّه اُعطي الاسم الأعظم ، وكان يدعو فيستجاب له ، [فمال إلى فرعون] فلمّا مرّ فرعون في طلب موسى وأصحابه ، قال فرعون لبلعم : ادع اللَّه على موسى وأصحابه ليحبسه عنّا ، فركب حمارته ليمرّ في طلب موسى فامتنعت عليه ، فأقبل يضربها ، فأنطقها اللَّه عزّ وجلّ فقالت : ويلك على مَ تضربني ؟ أتريد أن أجيء معك لتدعو على نبيّ اللَّه وقوم مؤمنين ؟ فلم يزل يضربها حتّى قتلها فانسلخ الاسم من لسانه ، وهو قوله : « فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ »۲ » .
ثمّ قال عليه السلام : « لا يدخل الجنّة من البهائم إلّا ثلاثة : حمارة بلعم ، وكلب أصحاب الكهف ، وذئب يوسف»۳ .
وكأنّه اقتصر على الثلاثة دون الناقة لامتيازها بنسبتها إلى اللَّه تعالى ، فإنّها ناقة اللَّه تعالى ، ويبقى الكلام في ذئب يوسف ، فإنّ يوسف لم يكن له ذئب ، ولعلّه إنّ إخوة يوسف لما ادّعوا أنّ الذئب قد أكله أتوا بذئب لا ذنبَ له ، فضربوه وادّعوا أنّه هو الذي أكله .
قال في مجمع البحرين - بعد ذكر الحديث الأخير - ما لفظه :
وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطيّاً ليحضر قوماً من المؤمنين ويعذّبهم ، وكان للشرطيّ ابنٌ يحبّه ، فجاء الذئب فأكل ابنه ، فحزن الشرطيّ عليه ، فأدخل ذلك الذئب الجنّة لما أحزن الشرطيّ۴ ، انتهى كلامه .
وكان ابن الشرطيّ على هذا التقدير اسمه يوسف ، واللَّه العالم .
1.بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۱۹۵ ، ح۱۸۰ .
2.الأعراف ( ۷ ) : ۱۷۵ .
3.انظر : تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۳۷۷ - ۳۷۸ ، ح ۱ ، والزيادة اُثبتت من المصدر .
4.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۴۳۴ ( سلخ ) .