109
مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار

الحديث السابع والثلاثون والمائة

[يدخل الجنّة من البهائم أربع‏]

۰.ما رويناه بالأسانيد عن العلّامة المجلسيّ رحمة اللَّه عليه عن الصادق عليه السلام قال : « لا يكون في الجنّة من البهائم سوى حمارة بلعم بن باعورا ، وناقة صالح ، وذئب يوسف ، وكلب أهل الكهف »۱ .

بيان‏

( حمارة بلعم بن باعورا ) إشارة إلى ما روي عن الرضا عليه السلام : « أنّه اُعطي الاسم الأعظم ، وكان يدعو فيستجاب له ، [فمال إلى فرعون‏] فلمّا مرّ فرعون في طلب موسى وأصحابه ، قال فرعون لبلعم : ادع اللَّه على موسى وأصحابه ليحبسه عنّا ، فركب حمارته ليمرّ في طلب موسى فامتنعت عليه ، فأقبل يضربها ، فأنطقها اللَّه عزّ وجلّ فقالت : ويلك على مَ تضربني ؟ أتريد أن أجي‏ء معك لتدعو على نبيّ اللَّه وقوم مؤمنين ؟ فلم يزل يضربها حتّى قتلها فانسلخ الاسم من لسانه ، وهو قوله : « فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَنُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ »۲ » .
ثمّ قال عليه السلام : « لا يدخل الجنّة من البهائم إلّا ثلاثة : حمارة بلعم ، وكلب أصحاب الكهف ، وذئب يوسف»۳ .
وكأنّه اقتصر على الثلاثة دون الناقة لامتيازها بنسبتها إلى اللَّه تعالى ، فإنّها ناقة اللَّه تعالى ، ويبقى الكلام في ذئب يوسف ، فإنّ يوسف لم يكن له ذئب ، ولعلّه إنّ إخوة يوسف لما ادّعوا أنّ الذئب قد أكله أتوا بذئب لا ذنبَ له ، فضربوه وادّعوا أنّه هو الذي أكله .
قال في مجمع البحرين - بعد ذكر الحديث الأخير - ما لفظه :
وكان سبب الذئب أنّه بعث ملك ظالم رجلاً شرطيّاً ليحضر قوماً من المؤمنين ويعذّبهم ، وكان للشرطيّ ابنٌ يحبّه ، فجاء الذئب فأكل ابنه ، فحزن الشرطيّ عليه ، فأدخل ذلك الذئب الجنّة لما أحزن الشرطيّ‏۴ ، انتهى كلامه .
وكان ابن الشرطيّ على هذا التقدير اسمه يوسف ، واللَّه العالم .

1.بحار الأنوار ، ج ۸ ، ص ۱۹۵ ، ح‏۱۸۰ .

2.الأعراف ( ۷ ) : ۱۷۵ .

3.انظر : تفسير القمّي ، ج ۱ ، ص ۲۴۸ ؛ وعنه في بحار الأنوار ، ج ۱۳ ، ص ۳۷۷ - ۳۷۸ ، ح ۱ ، والزيادة اُثبتت من المصدر .

4.مجمع البحرين ، ج ۲ ، ص ۴۳۴ ( سلخ ) .


مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
108

فصل [احتجاج القائلين بنفي العقاب عن أهل الكبائر وجوابهم‏]

وههنا فرقة اُخرى قالت بنفي العقاب عن أهل الكبائر محتجّين بقوله تعالى : « إِنَّ الْخِزْىَ الْيَوْمَ وَ السُّوءَ عَلَى الْكَفِرِينَ »۱ .
وقوله : « يَعِبَادِىَ الَّذِينَ أَسْرَفُواْ عَلَى‏ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُواْ مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا »۲ .
وقوله تعالى : « وَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى‏ ظُلْمِهِمْ »۳ .
وقوله : « لَا يَصْلاهَآ إِلَّا الْأَشْقَى * الَّذِى كَذَّبَ وَ تَوَلَّى‏ »۴ .
وبالعمومات الواردة في الوعد مثل : « وَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ »۵ إلى قوله « هُمُ الْمُفْلِحُونَ »۶ حيث حكم بالفلاح لكلّ من آمن .
واُجيب بأنّها معارضة بعمومات الوعيد ، وفائدة ذلك كون المؤمن بين الخوف والرجاء ، واللَّه العالم .

1.النحل ( ۱۶ ) : ۲۷ .

2.الزمر ( ۳۹ ) : ۵۳ .

3.الرعد ( ۱۳ ) : ۶ .

4.الليل ( ۹۲ ) : ۱۵ و۱۶ .

5.البقرة ( ۲ ) : ۴ .

6.البقرة ( ۲ ) : ۵ .

  • نام منبع :
    مصابيح الأنوار في حلّ مشکلات الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    السید عبد الله‏ شبّر، تحقیق: مجتبى محمودى
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 10636
صفحه از 719
پرینت  ارسال به