قال: حدّثنی أبان بن عثمان، قال: حدّثنی أبان بن تغلب عن جعفر بن محمّد۷، قالَ: لَمّا انصَرَفَت فاطِمَةُ۳ مِن عِندِ أبی بَكرٍ أقبَلَت عَلى أميرِ المُؤمِنينَ علیه السلام فَقالَت: يا ابنَ أبی طالِبٍ، اشتَمَلتَ مَشيمَةَ الجَنينِ و قَعَدتَ حُجرَةَ الظَّنينِ، نَقَضتَ قادِمَةَ الأجدَلِ فَخانَکَ ريشُ الأعزَلِ، هَذا ابن أبی قُحافَةَ قَدِ ابتَزَّنی نُحَيلَةَ أبی و بُلَيغَةَ ابنَیَّ، و اللّٰه لَقَد أجَدَّ فی ظُلامَتی و ألَدَّ فی خِصامی، حَتّى مَنَعَتنی قَيلَةُ نَصرَها و المُهاجِرَةُ وَصلَها، و غَضَّتِ الجَماعَةُ دونی طَرفَها، فَلا مانِعَ و لا دافِعَ، خَرَجتُ و اللّٰه كاظِمَةً و عُدتُ راغِمَةً، فَلَيتَنی لا خيارَ لی، لَيتَنی مِتُّ قَبلَ ذِلَّتی و توُفّيتُ قَبلَ مَنِيَّتِی، عَذيری فيکَ اللّٰهُ حامياً و مِنکَ عادياً، وَيلاهُ فی كُلِّ شارِقٍ، وَيلاهُ ماتَ المُعتَمَدُ و وَهَنَ العَضُدُ، شَكوایَ إلى رَبّی و عَدوایَ إلى أبی، اللّهمَّ أنتَ أشَدُّ قوَّةً. فَأجابَها أميرُ المُؤمِنينَ۷: لا وَيلَ لَکِ، بَلِ الوَيلُ لِشانِئِکِ، نَهنِهی مِن غَربِکِ يا بِنتَ الصَّفوَةِ و بَقيةَ النُّبوَّةِ، فَوَ اللّٰه ما وَنَيتُ فی دينی و لا أخطَأْتُ مَقدوری، فإن كُنتِ تَرزَءينَ البُلغَةَ فَرِزقُکِ مَضمونٌ و لَعَيلَتُکِ مأمونٌ، و ما أُعِدَّ لَکِ خَيرٌ مِمّا قُطِعَ عَنکِ، فَاحتَسِبی. فَقالَت: حَسبیَ اللّٰهُ و نِعمَ الوَكيلُ.۱
۱۴۳. دلائل الإمامة: حدّثنی أبو المُفضّل محمّد بن عبد اللّٰه، قال: حدّثنا أبو العبّاس أحمد بن محمّد بن سعيد الهمدانی، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عثمان بن سعيد الزيّات، قال: حدّثنا محمّد بن الحسين العضبانی، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن نصر البزنطی عن السكونی، عن أبان بن عثمان الأحمر، عن أبان بن تغلب الربعی، عن عِكرَمة، عن ابن عبّاس، قال: لمّا بَلَغَ فاطِمَةَ إجماعُ أبی بَكرٍ عَلى مَنعِ فَدَکَ... و انصِرافُ وَكيلُها عَنها، لاثَت خِمارَها... ثُمَّ أقبَلَت فی لُمّةٍ مِن حَفَدَتِها و نِساءِ قَومِها تَطأ أذيالَها، ما تَخرِمُ مِشيَةَ رَسولِ اللّٰه حَتّى دَخَلَت عَلى أبی بَكرٍ و قَد حَفِلَ حَولَهُ المُهاجِرونَ و الأنصارُ، فَنِيطَت دونَها مُلاءَةٌ، فَأنَّت أنَّةً أجهَشَ لَها القَومُ بِالبُكاءِ، ثُمَّ أمهَلَت حَتّى هَدأت فَورَتُهُم و سَكَنَت رَوعَتُهُم، افتَتَحَت الكَلامَ فَقالَت: أبتَدِئُ بِالحَمدِ لِمَن هوَ أولى بِالحَمدِ و المَجدِ و الطّولِ، الحَمدُ للهِ عَلى ما أنعَمَ، و لَهُ الشُّكرُ عَلى ما ألهَمَ، و الثَّناءُ عَلى ما قَدَّمَ مِن عُمومِ نِعَمٍ ابتَدأها، و سُبُوغِ آلاءٍ أسداها، و إحسانِ مِنَنٍ والاها، جَمَّ عَنِ الإحصاءِ عَدَدُها، و نأى عَنِ