195
میراث مکتوب رضوی

و حَمَلَهُ، و وَلّاه الرِّضا علیه السلام، صَدَقاتِ بَلخٍ، فَأصابَ الرَّغائِبَ».۱

رواه فی عیون أخبار الرضا علیه السلام (ج۱، ص۱۵۴، ح۱). و رواه الطبرسی فی الإحتجاج (ج۲، ص۴۰۱، ح۳۰۷) بهذا الإسناد، نحوه.

۲. حدّثنا أبو محمّد جعفر بن علي بن أحمد الفقيه رضی الله عنه، قالَ: أخبرنا أبو محمّد الحَسَن بن محمّد بن علي بن، صدقة القمّي، قالَ: حدّثني أبو عمرو محمّد بن عمر بن عَبدِ العزيز الأنصاري الكجي، قالَ: حدّثني من سمع الحَسَن بن محمّد النوفلي يَقولُ: «قَدِمَ سُلَيمانُ المَروَزيُّ مُتَكَلِّمُ خُراسانَ عَلى المَأمونِ، فَأكرَمَهُ و وَصَلَهُ،‏ ثُمَّ قالَ لَهُ: إنَّ ابنَ عَمّي عَليَّ بنَ موسى قَدِمَ عَلَيَّ مِنَ الحِجازِ و هوَ يُحِبُّ الكَلامَ و أصحابَهُ، فَلا عَلَيكَ أن تَصيرَ إلَينا يَومَ التَّرويَةِ لِمُناظَرَتِهِ. فَقالَ سُلَيمانُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنّي أكرَهُ أن أسألَ مِثلَهُ في مَجلِسِكَ في جَماعَةٍ مِن بَني هاشِمٍ فَيَنتَقِصَ عِندَ القَومِ إذا كَلَّمَني،‏ و لا يَجوزُ الاستِقصاءُ عَلَيهِ، قالَ المَأمونُ: إنَّما وَجَّهتَ إلَيكَ لِمَعرِفَتي بِقُوَّتِكَ، و لَيسَ مُرادي إلّا أن تَقطَعَهُ عن حُجَّةٍ واحِدَةٍ فَقَط، فَقالَ سُلَيمانُ: حَسبُكَ يا أميرَ المُؤمِنينَ، اجمعَ بَيني و بَينَهُ و خَلِّني و إيّاهُ و [الذَّمَّ‏] ألزم.

فَوَجَّهَ المَأمونُ إلى الرِّضا علیه السلام، فَقالَ: إنَّهُ قَدِمَ عَلَينا رَجُلٌ مِن أهلِ مَروَ، و هوَ واحِدُ خُراسانَ مِن أصحابِ الكَلامِ، فَإن خَفَّ عَلَيكَ أن تَتَجَشَّمَ المَصيرَ إلَينا فَعَلتَ. فَنَهَضَ علیه السلام لِلوُضوءِ، و قالَ لَنا: تَقَدَّموني و عِمرانُ الصّابِئُ مَعَنا. فَصِرنا إلى البابِ، فَأخَذَ ياسِرٌ و خالِدٌ بيَدي فَأدخَلاني عَلى المَأمونِ، فَلَمّا سَلَّمتُ قالَ: أينَ أخي أبو الحَسَنِ أبقاهُ اللهُ؟ قُلتُ: خَلَّفتُهُ يَلبَسُ ثيابَهُ. و أمَرَنا أن نَتَقَدَّم، ثُمَّ قُلتُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّ عِمرانَ مَولاكَ مَعي و هوَ بِالبابِ، فَقالَ: مَن عِمرانِ؟ قُلتُ: الصّابِئُ الَّذي أسلَمَ عَلى يَدَيكَ،‏ قالَ: فَليَدخُل. فَدَخَلَ فَرَحَّبَ بِهِ المُأمونُ، ثُمَّ قالَ لَهُ: يا عِمرانُ، لَم تَمُت حَتّى صِرتَ مِن بَني هاشِمٍ! قالَ: الحَمدُ للهِ الَّذي شَرَّفَني بِكُم يا أميرَ المُؤمِنينَ، فَقالَ لَهُ المُأمونُ: يا عِمرانُ، هَذا سُلَيمانُ المَروَزيُّ مُتَكَلِّمُ خُراسانَ؛ قالَ عِمرانُ: يا أميرَ المُؤمِنينَ، إنَّهُ يَزعُمُ أنَّهُ واحِدُ خُراسانَ في النَّظَرِ، و يُنكِرُ البَداءَ، قالَ: فَلِمَ لا تُناظِرُهُ؟ قالَ

1.. التوحید، ص ۴۱۷، ح ۱.


میراث مکتوب رضوی
194

مِن شَي‏ءٍ، أفَهِمتَ يا عِمرانُ؟ قالَ: نَعَم، يا سَيِّدي قَد فَهِمتُ، و أشهَدُ أنَّ اللهَ عَلى ما وَصَفتَهُ و وَحَّدتَهُ، و أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ المَبعوثُ بِالهُدى و دِينِ الحَقِّ. ثُمَّ خَرَّ ساجِداً نَحو القِبلَةِ و أسلَمَ.

قالَ الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدٍ النَّوفَليُّ: فَلَمّا نَظَرَ المُتَكَلِّمونَ إلى كَلامِ عِمرانَ الصّابِئِ و كانَ جَدِلاً لَم يَقطَعُهُ عن حُجَّتِهِ أحَدٌ قَطُّ، لَم يَدنُ مِنَ الرِّضا علیه السلام أحَدٌ مِنهُم و لَم يَسألوهُ عن شَي‏ءٍ، و أمسَينا. فَنَهَضَ المَأمونُ و الرِّضا علیه السلام فَدَخَلا، و انصَرَفَ النّاسُ، و كُنتُ مَعَ جَماعَةٍ مِن أصحابِنا إذ بَعَثَ إلَيَّ مُحَمَّدُ بنُ جَعفَرٍ فَأتيتُهُ، فَقالَ لي: يا نَوفَليُّ، أ ما رَأيتَ ما جاءَ بِهِ صَديقُكَ، لا و اللهِ ما ظَنَنتُ أنَّ عَليَّ بنَ موسى خاضَ في شَي‏ءٍ مِن هَذا قَطُّ و لا عَرَفناهُ بِهِ، أنَّهُ كانَ يَتَكَلَّمُ بِالمَدينَةِ أو يَجتَمِعُ إلَيهِ أصحابُ الكَلامِ. قُلتُ: قَد كانَ الحاجُّ يَأتونَهُ فَيَسألونَهُ عن أشياءَ مِن حَلالِهِم و حَرامِهِم فُيُجيبُهُم، و كَلَّمَهُ مَن يَأتيه لِحاجَةٍ. فَقالَ مُحَمَّدُ بنُ جَعفَرٍ: يا أبا مُحَمَّدٍ، إنّي أخافَ عَلَيهِ أن يَحسُدَهُ هَذا الرَّجُلُ فَيَسُمَّهُ أو يَفعَلَ بِهِ بَليَّةً، فَأشِر عَلَيهِ بِالإمساكِ عن هَذِهِ الأشياءِ، قُلتُ: إذاً لا يَقبَلُ مِنّي، و ما أرادَ الرَّجُلُ إلّا امتِحانَهُ لِيَعلَمَ هَل عِندَهُ شَي‏ءٌ مِن عُلومِ آبائِهِ علیهم السلام. فَقالَ لي: قُل لَهُ إنَّ عَمَّكَ قَد كَرِهَ هَذا البابَ، و أحَبَّ أن تُمسِكَ عن هَذِهِ الأشياءِ لِخِصالٍ شَتّى.

فَلَمّا انقَلَبتُ إلى مَنزِلِ الرِّضا علیه السلام أخبَرتُهُ بِما كانَ مِن عَمِّهِ مُحَمَّدِ بنِ جَعفَرٍ، فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قالَ: حَفِظَ اللهُ عَمّي ما أعرَفَني بِهِ، لِمَ كَرِهَ ذَلِكَ؟ يا غُلامُ، صِر إلى عِمرانَ الصّابِئِ فَأتِني بِهِ، فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، أنا أعرِفُ مَوضِعَهُ، هوَ عِندَ بَعضِ إخوانِنا مِنَ الشّيعَةِ، قالَ علیه السلام: فَلا بَأس، قَرِّبوا إلَيهِ دابَّةً.

فَصِرتُ إلى عِمرانَ فَأتَيتُهُ بِهِ، فَرَحَّبَ بِهِ و دَعا بِكِسوَةٍ فَخَلَعَها عَلَيهِ، و حَمَلَهُ،‏ و دَعا بِعَشَرَةِ آلافِ دِرهَمٍ فَوَصَلَهُ بِها، فَقُلتُ: جُعِلتُ فِداكَ، حَكَيتَ فِعلَ جَدِّكَ أميرِ المُؤمِنينَ علیه السلام، فَقالَ: هَكَذا نُحِبُّ.‏ ثُمَّ دَعا علیه السلام بِالعَشاءِ فَأجلَسَني عن يَمينِهِ، و أجلَسَ عِمرانَ عن يَسارِهِ، حَتّى إذا فَرَغنا قالَ لِعِمرانَ: انصَرِف مُصاحِباً و بَكِّر عَلَينا نُطعِمكَ طَعامَ المَدينَةِ. فَكانَ عِمرانُ بَعدَ ذَلِكَ يَجتَمِعُ عَلَيهِ المُتَكَلِّمونَ مِن أصحابِ المَقالاتِ فَيُبطِلُ أمرَهُم، حَتّى اجتَنَبوهُ. و وَصَلَهُ المَأمونُ بِعَشَرَةِ آلافِ دِرهَمٍ، و أعطاهُ الفَضلُ مالاً

  • نام منبع :
    میراث مکتوب رضوی
    سایر پدیدآورندگان :
    سیدمصطفی مطهری و رضا یاری نیا
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9205
صفحه از 212
پرینت  ارسال به