تَشاءُ، فَأنسِهِ ذِكري و اسمي. فَلَمّا عُزِلَ طارِقٌ، عن المَدينَةِ لَقِيَهُ الَّذي كانَ كَلَّمَهُ في سَعيدٍ مِن بَني أُمَيَّةَ بِذي المَروَةِ، فَقالَ: كَلَّمتُكَ في سَعيدٍ تُشَفِّعُني فِيهِ فَأبَيتَ و شَفَّعتَ فِيهِ غَيري، فَقالَ: و اللهِ ما ذَكَرتُهُ بَعدَ إذ فارَقتُكَ حَتّى عُدتُ إلَيكَ.
و رُوىَ عن بَعضِ السَّلَفِ أنَّهُ لَمّا مُرَّ بِجَنازَةِ عَليَّ بنِ الحُسَينِ علیه السلام أجفَلَ النّاسُ، فَلَم يَبقَ في المَسجِدِ إلاّ سَعيدُ بنُ المُسَيَّبِ، فَوَقَفَ عَلَيهِ خَشرَمٌ مَولى أشجَعَ فَقالَ: أبا مُحَمَّدٍ، أ لا تُصَلّي عَلى هَذا الرَّجُلِ الصالِحِ في البَيتِ الصّالِحِ؟ فَقالَ سَعيدٌ: أُصَلّي رَكعَتَينِ في المَسجِدِ أحَبُّ إلَيَّ أن أُصَلّيَ عَلى هَذا الرَّجُلِ الصّالِحِ في البَيتِ الصّالِحِ».۱
۱۴. محمّد بن مسعود، قالَ: حدّثني علي بن الحَسَن علي بن فضال، قالَ: حدّثنا محمّد بن الوليد البجلي، قالَ: حدّثنا العبّاس بن هلال، عن أبي الحَسَن الرِّضا علیه السلام، قالَ العبّاسُ: «سَمِعتُ رَجُلاً يُخبِرُ أنَّ أبا البَختَريِّ كانَ يُحَدِّثُ أنَّ النّارَ تَستَأمِرُ في قُرَشيٍّ سَبعَ مَرّاتٍ. قالَ: فَقالَ لَهُ أبو الحَسَنِ: قَد قالَ اللهُ عزّ و جلّ: (عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَّا يَعْصُونَ ٱللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ)، قالَ العَبّاسُ: و ذَكَرَ رَجُلٌ لِأبي الحَسَنِ علیه السلام: أنَّ أبا البَختَريِّ و حَديثَهُ عن جَعفَرٍ، و كانَ الرَّجُلُ يَكذِبُهُ، فَقالَ لَهُ أبو الحَسَنِ علیه السلام: لَقَد كَذَبَ عَلى اللهِ و مَلائِكَتِهِ وَ رُسُلِهِ. ثُمَّ ذَكَرَ أبو الحَسَنِ عن أبيهِ أنَّهُ خَرَجَ مَعَ أبي عَبدِ اللهِ جَعفَرٍ جَدِّهِ علیه السلام إلى نَخلِهِ، حَتّى إذا كانَ بِبَعضِ الطَّرِيقَ لَقِيَتهُ أُمُّ أبي البَختَريِّ، فَوَقَفَ و عَدَلَ وَجهَ دابَّتِهِ، فَأرسَلَت إلَيهِ بِالسَّلامِ فَرَدَّ علیها السلام، فَلَمّا انصَرَفَ أبوهُ و جَدُّهُ إلى المَدينَةِ، أتى قَومٌ جَعفَراً، فَذَكَروا لَهُ خُطبَتَهُ أُمَّ أبي البَختَريِّ، فَقالَ لَهُم: لَم أفعَل».۲
۱۵. محمّد بن مسعود، قالَ: حدّثنا علي بن الحسن، قالَ: حدّثنا محمّد بن الوليد البجلي عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحَسَن علیه السلام، قال: «ذَكَرَ أنَّ مُسلِماً مَولى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ سِنِديٌّ، و أنَّ جَعفَراً قَالَ لَهُ: أرجو أن تَكونَ قَد وُفِّقَتَ الاسمَ، و أنَّهُ عُلِّمَ القُرآنَ في النَّومِ فَأصبَحَ و قَد عَلِمَهُ. قالَ مُحَمَّدُ بنُ الوَليدِ: كانَ مِن أولادِ السِّندِ».۳