111
میراث مکتوب رضوی

و عِلَّةُ غُسلِ المَيِّتِ أنَّهُ يُغَسَّلُ لِأنَّهُ يُطَهَّرُ و يُنَظَّفُ مِن أدناسِ أمراضِهِ و ما أصابَهُ مِن صُنوفِ عِلَلِهِ؛ لِأنَّهُ يَلقَى المَلائِكَةَ و يُباشِرُ أهلَ الآخِرَةِ، فَيُستَحَبُّ إذا وَرَدَ عَلَى اللهِ و لَقيَ أهلَ الطَّهارَةِ و يُماسّونَهُ و يُماسُّهُم أن يَكونَ طاهِراً نَظيفاً، مُوجَّهاً بِهِ إلَى اللهِ عزّ و جلّ؛ لِيُطلَبَ بِهِ و يُشَفَّعَ لَهُ، و عِلَّةٌ أُخرى أنَّهُ يَخرُجُ مِنهُ المَنيُّ الَّذي مِنهُ خُلِقَ فَيُجنِبُ فَيَكونُ غُسلُهُ لَهُ. و عِلَّةُ اغتِسالِ مَن غَسَلَهُ أو مَسَّهُ فَطَهارَةً لِما أصابَهُ مِن نَضحِ المَيِّتِ؛ لِأنَّ المَيَّتَ إذا خَرَجَتِ الرّوحُ مِنهُ بَقيَ أكثَرُ آفَتِهِ، فَلِذَلِكَ يَتَطَّهَّرُ مِنهُ و يُطَهَّرُ. و عِلَّةُ الوُضوءِ الَّتي مِن أجلِها صارَ غَسلُ الوَجهِ و الذِّراعينِ و مَسحُ الرَّأسِ وَ الرِّجلَينِ؛ فَلِقيامِهِ بَينَ يَدَيِ اللهِ عزّ و جلّ، وَ استِقبالِهِ إيّاهُ بِجَوارِحِهِ الظّاهِرَةِ و مُلاقاتِهِ بِهَا الكِرامَ الكاتِبِينَ؛ فَغَسلُ الوَجهِ لِلسُّجودِ و الخُضوعِ، و غَسلُ اليَدَينِ لِيَقلِبَهُما و يَرغَبَ بِهِما و يَرهَبَ و يَتَبَتَّلَ، و مَسحُ الرَّأسِ وَ القَدَمَينِ لأنَّهُما ظاهِرانِ مَكشوفانِ يَستَقبِلُ بِهِما في كُلِّ حالاتِهِ، و لَيسَ فيهِما مِنَ الخُضوعِ و التَّبَتُّلِ ما فِي الوِجهِ وَ الذِّراعَينِ، و عِلَّةُ الزَّكاةِ مِن أجلِ

قُوتِ الفُقَراءِ و تَحصينِ أموالِ الأغنياءِ؛ لِأنَّ اللهَ تَبارَكَ و تَعالى كَلَّفَ أهلَ الصِّحَّةِ القيامِ بَشأنِ أهلِ الزَّمانَةِ وَ البَلوى، كَما قالَ اللهُ تَعالى: (لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ‌)، في أموالِكُم بِإخراجِ الزَّكاةِ، و في أنفُسِكُم بِتَوطينِ الأنفُسِ عَلى الصَّبرِ، مَعَ ما في ذَلِكَ مِن أداءِ شُكرِ نِعَمِ اللهِ عزّ و جلّ و الطَّمَعِ فِي الزِّيادَةِ، مَعَ ما فِيهِ مِنَ الرَّأفَةِ وَ الرَّحمَةِ لِأهلِ الضَّعفِ، وَ العَطفِ عَلى أهلِ المَسكَنَةِ، وَ الحَثَّ لَهُم عَلَى المُواساةِ و تَقويَةِ الفُقراءِ، وَ المَعونَةِ عَلى أمرِ الدِّينِ، و هُم عِظَةٌ لِأهلِ الغِنى و عِبرَةٌ لَهُم؛ لِيَستَدِلّوا عَلى فُقَراءِ الآخِرَةِ بِهِم، و ما لَهُم مِنَ الحَثِّ في ذَلِكَ عَلَى الشُّكرِ لِلهِ تَبارَكَ و تَعالى لِما خَوَّلَهُم و أعطاهُم، وَ الدَّعاءِ و التَّضَرُّعِ و الخَوفِ مِن أن يَصيروا مِثلَهُم في أُمورٍ كَثيرَةٍ، في أداءِ الزَّكاةِ و الصَّدَقاتِ و صِلَةِ الأرحامِ وَ اصطِناعِ المَعروفِ.

و عِلَّةُ الحَجِّ الوِفادَةُ إلَى اللهِ تَعالى و طَلَبُ الزِّيادَةِ و الخُروجُ مِن كُلِّ مَا اقتَرَفَ، و لِيَكونَ تائِباً مِمّا مَضى مُستَأنِفاً لِما يَستَقبِلُ، و ما فِيهِ مِنِ استِخراجِ الأموالِ و تَعَبِ الأبدانِ و حَظرِها عن الشَّهواتِ وَ اللَّذّاتِ، وَ التَّقَرُّبِ بِالعِبادَةِ إلَى اللهِ عزّ و جلّ، وَ الخُضوعِ وَ الاِستِكانَةِ وَ الذُّلِّ، شاخِصاً إلَيهِ فِي الحَرِّ وَ البّردِ وَ الأمنِ وَ الخَوفِ، دائِباً في ذَلِكَ دائِماً، و ما في ذَلِكَ لِجَميعِ الخَلقِ مِنَ المَنافِعِ و الرَّغبَةِ و الرَّهبَةِ إلَى اللهِ عزّ و جلّ، و مِنهُ تَركُ قَساوَةِ


میراث مکتوب رضوی
110

یک طریق۱ را غلبه داده و بیشتر روایات را با آن آورده است.۲

روایات

۱. حدّثنا محمّد بن ماجيلويه رحمه الله عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن علي الكوفي، عن محمّد بن‏ سنان،‏ و حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق و محمّد بن أحمد السناني و علي بن عَبدِ الله الورّاق و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب رضی الله عنهم، قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عَبدِ الله الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العبّاس، قالَ: حدّثنا القاسم بن الربيع الصحّاف، عن محمّد بن سنان، و حدّثنا علي بن أحمد بن عَبدِ الله البرقي و علي بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة و أبو جعفر محمّد بن موسى البرقي بالري رحمهم الله، قالوا: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه عن محمّد بن سنان، «أنّ علي‏ بن‏ موسى‏ الرِّضا علیه السلام كتب إلَيهِ في جواب مسائله: عِلَّةُ غُسلِ الجَنابَةِ النَّظافَةُ و تَطهيرُ الإنسانِ نَفسَهُ مِمّا أصابَ من أذاهُ و تَطهيرُ سائِرِ جَسَدِهِ؛ لِأنَّ الجَنابَةَ خارِجَةٌ مِن كُلِّ جَسَدِهِ، فَلِذَلِكَ وَجَبَ عَلَيهِ تَطهيرُ جَسَدِهِ كُلِّهِ. و عِلَّةُ التَّخفيفِ فِي البَولِ وَ الغائِطِ؛ لِأنَّهُ أكثَرُ و أدوَمُ مِنَ الجَنابَةِ، فَرَضيَ فِيهِ بِالوُضوءِ؛ لِكَثرَتِهِ و مَشَقَّتِهِ و مَجيئِهِ بِغَيرِ إرادَةٍ مِنهُم و لا شَهوَةٍ. و الجَنابَةُ لا تَكونُ إلّا بِاستِلذاذٍ مِنهُم وَ الإكراهِ لِأنفُسِهِم. و عِلَّةُ غُسلِ العيدَينِ و الجُمُعَةِ و غَيرَ ذَلِكَ مِنَ الأغسالِ؛ لِما فِيهِ مِن تَعظيمِ العَبدِ رَبَّهُ وَ استِقبالِهِ الكَريمَ الجَليلَ، و طَلَبِ المَغفِرَةِ لِذُنوبِهِ، و لِيَكونَ لَهُم يَومَ عيدٍ مَعروفٍ يَجتَمِعونَ فِيهِ عَلى ذِكرِ اللهِ تَعالى، فَجَعَلَ فِيهِ الغُسلَ تَعظيماً لِذَلِكَ اليَومِ و تَفضيلاً لَهُ عَلى سائِرِ الأيّامِ و زيادَةً فِي النَّوافِلِ وَ العِبادَةِ، و لِتَكونَ تِلكَ طَهارَةً لَهُ مِنَ الجُمُعَةِ إلَى الجُمُعَةِ.

1.. حدّثنا محمّد بن ماجیلویه رحمه الله، عن عمّه محمّد بن أبی القاسم، عن محمّد بن علی الكوفی، عن محمّد بن‏ سنان.

2.. علل الشرائع، ج ۱، ص۲۸۰ و ص ۲۸۱ و ص ۲۸۵ و ص ۳۰۰ و ج ۲، ص ۳۱۷ و ص ۳۶۹ و ص ۳۷۸ و ص ۳۹۶ و ص ۳۹۷ و ص ۴۰۴ و ص ۴۰۶ و ص ۴۲۴ و ص ۴۳۵ و ص ۴۷۵ و ص ۴۷۸ و ص ۴۷۹ و ص ۴۷۹ و ص ۴۸۰ و ص ۴۸۰ و ص ۴۸۱ و ص ۴۸۱ و ص ۴۸۳ و ص ۴۸۴ و ص ۵۰۴ و ص ۵۰۷ و ص ۵۰۹ و ص ۵۱۰ و ص ۵۲۴ و ص ۵۴۲ و ص ۵۴۴ و ص ۵۴۵ و ص ۵۴۷ و ص ۵۴۷ و ص ۵۶۱ و ص ۵۶۳ و ص ۵۶۵ و ص ۵۷۰ و ص ۵۷۲ و ص ۵۹۲.

  • نام منبع :
    میراث مکتوب رضوی
    سایر پدیدآورندگان :
    سیدمصطفی مطهری و رضا یاری نیا
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    انتشارات دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1395
    نوبت چاپ :
    اول
تعداد بازدید : 9054
صفحه از 212
پرینت  ارسال به