فقال له عبيد اللّه بن زياد: ويحك! فإن علمت أنّه خيرَ الناس أباً واُمّاً، لِمَ قتلته إذن؟! فأمر به فضربت عنقه، وعجّل اللّه بروحه إلى النار.
وأرسل ابن زياد (لعنه اللّه) قاصداً إلى اُمّ كلثوم بنت الحسين عليهالسلام فقال لها: الحمد للّه الذي قتل رجالكم، فكيف ترون ما فعل بكم؟ فقالت: يا بن زياد، لئن قرّت عينك بقتل الحسين عليهالسلام فطالما قرّت عين جدّه صلىاللهعليهوآله به، وكان يقبّله، ويلثم شفتيه، ويضعه على عاتقه. يا ابن زياد، أعد لجدّه جواباً، فإنّه خصمك غداً. وصلّى اللّه على رسوله محمّد وآله.
۲۲۱
المجلس الحادي والثلاثون: في بقية المقتل، يوم الأحد، وهو يوم عاشوراء، لعشر خلون من المحرّم سنة ثمان وستّين وثلاثمئة
۲۴۰ / ۱ ـ حدّثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمّي رضىاللهعنه، قال: حدّثنا أبي رحمهالله، قال: حدّثنا سعد بن عبداللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي عبداللّه محمّد بن خالد البرقي، عن داود بن أبي يزيد، عن أبي الجارود وابن بكير وبريد بن معاوية العجلي، عن أبي جعفر الباقر عليهالسلام، قال: اُصيب الحسين بن عليّ عليهماالسلام ووجد به ثلاثمئة وبضعة وعشرون طعنة برمح أو ضربة بسيف أو رمية بسهم، فروي أنّها كانت كلّها في مقدّمه؛ لأنّه عليهالسلام كان لا يولّي.
۲۴۱ / ۲ ـ حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمهالله، قال: حدّثنا عليّ بن الحسين السعد آبادي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان، عن أبي الجارود زياد بن المنذر، عن عبداللّه بن الحسن المثنّى، عن اُمّه فاطمة بنت الحسين عليهالسلام، قالت: دخلت الغاغة۱ علينا الفسطاط، وأنا جارية صغيرة، وفي ۲۲۲
رجلي خلخالان من ذهب، فجعل رجلاً يفضّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك، يا عدوّ اللّه؟! فقال: كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول اللّه! فقلت: لا تسلبني. قال: أخاف أن يجي غيري فيأخذه. قالت: وانتهبوا ما في الأبنية حتّى كانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا.