فقتل منهم ثلاثة، ثمّ رمي عن فرسه (رضوان اللّه عليه وصلواته).
ونظر الحسين عليهالسلام يميناً وشمالاً ولا يرى أحداً، فرفع رأسه إلى السماء، فقال: الّلهمّ إنّك ترى ما يصنع بولد نبيّك.
وحال بنو كلاب بينه وبين الماء، ورمي بسهم فوقع في نحره، وخرّ عن فرسه، فأخذ السهم فرمى به، وجعل يتلقّى الدم بكفّه، فلمّا امتلأتت لطخ بها رأسه ولحيته وهو يقول: ألقى اللّه عز و جل وأنا مظلوم متلطّخ بدمي، ثمّ خرّ على خدّه الأيسر صريعاً، وأقبل عدو اللّه سنان بن أنس الأيادي، وشمر ابن ذي الجوشن العامري (لعنهما اللّه) في رجال من أهل الشام حتّى وقفوا على رأس الحسين عليهالسلام، فقال بعضهم لبعض: ما تنتظرون؟ أريحوا الرجل.
فنزل سنان بن أنس الأيادي (لعنه اللّه) وأخذ بلحية الحسين عليهالسلام وجعل يضرب بالسيف في حلقه وهو يقول: واللّه، إنّي لأحتزّ رأسك، وأنا أعلم أنّك ابن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله وخير الناس أبا واُمّا.
وأقبل فرس الحسين عليهالسلام حتّى لطخ عرفه وناصيته بدم الحسين عليهالسلام، وجعل يركض ويصهل، فسمع بنات النبيّ صلىاللهعليهوآله صهيلَه، فخرجن، فإذا الفرس بلا راكب، ۲۲۰
فعرفن أنّ حسيناً صلى اللّه عليه قد قتل، وخرجت اُمّ كلثوم بنت الحسين عليهالسلام واضعة يدها على رأسها، تندب وتقول: وا محمّداه! هذا الحسين بالعراء، قد سلب العمامة والرداء.
وأقبل سنان (لعنه اللّه) حتّى أدخل رأس الحسين بن عليّ عليهماالسلام على عبيد اللّه بن زياد لعنه اللّه وهو يقول:
املأ رِكابي فضّةً وذهبا
إِنّي قَتَلتُ الملك المُحَجّبا
قَتلتُ خيرَ الناسِ اُمّا وأبا
وخيرَهم إذ ينسبون نسبا