ثمّ قال عليهالسلام: كان أبي (صلوات اللّه عليه) إذا دخل شهر المحرّم لا يُرى ضاحكاً، وكانت الكآبة تغلب عليه حتّى يمضي منه عشرة أيّام، فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه، ويقول: هو اليوم الذي قتل فيه الحسين (صلوات اللّه عليه).
۲۰۰ / ۳ ـ حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رحمهالله، قال: حدّثنا أبي، عن جعفر بن محمّد بن مالك، قال: حدّثني محمّد بن الحسين بن زيد، قال: حدّثنا أبو أحمد محمّد بن زياد، قال: حدّثنا زياد بن المنذر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عبّاس، قال: قال عليّ عليهالسلام لرسول اللّه صلىاللهعليهوآله: يا رسول اللّه، إنّك لتحبّ عقيلاً؟ قال: إي واللّه، إنّي لاُحبّه حبّين: حبّاً له، وحبّاً لحبّ أبي طالب له، وإنّ ولده لمقتول في محبّة ولدك، فتدمع عليه عيون المؤمنين، وتصلّي عليه الملائكة المقرّبون. ثمّ بكى رسول اللّه صلىاللهعليهوآله حتّى جرت دموعه على صدره، ثمّ قال: إلى اللّه أشكو ما تلقى عترتي من بعدي.
۲۰۱ / ۴ ـ حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمهالله، قال: أخبرنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهماالسلام، قال: مَن ترك السعي في حوائجه يوم عاشورا قضى اللّه له حوائج الدنيا والآخرة، ومَن كان يوم عاشورا يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل اللّه عز و جل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرّت بنا في الجنان عينه، ومن سمّى يوم عاشوراء يوم بركة وادّخر فيه لمنزله شيئاً لم يبارك له فيما ادّخر، وحشر يوم القيامة مع يزيد وعبيد اللّه بن زياد وعمر بن سعد (لعنهم اللّه) إلى أسفل درك من النار.
۱۹۲
۲۰۲ / ۵ ـ حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رحمهالله، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان بن شبيب، قال: دخلت على الرضا عليهالسلام في أوّل يوم من المحرّم، فقال لي: يا بن شبيب، أصائم أنت؟ فقلت: لا، فقال: إنّ هذا اليوم هو اليوم الذي دعا فيه زكريا عليهالسلام ربّه عز و جل، فقال: «رَبِّ هَبْ لِى مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ»۱ فاستجاب اللّه له، وأمر الملائكة فنادت زكريا وهو قائم يصلّي في المحراب: «أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى»۲ فمن صام هذا اليوم، ثمّ دعا اللّه عز و جل استجاب اللّه له، كما استجاب لزكريا عليهالسلام.