ثمّ نزل ودعا بفرس رسول اللّه صلىاللهعليهوآله المرتجز، فركبه وعبّى أصحابه للقتال.
فروي عن الباقر عليهالسلام: أنّهم كانوا خمسة وأربعين فارساً ومئة راجل. وروي غير ذلك.
قال الراوي: فتقدّم عمر بن سعد ورمى نحو عسكر الحسين عليهالسلام بسهم وقال: اشهدوا لي عند الأمير: أنّي أوّل مَن رمى، وأقبلت السهام من القوم كأنّها القطر.
فقال عليهالسلام لأصحابه: قوموا رحمكم اللّه إلى الموت، الذي لابدّ منه، فإنّ هذه السهام رسل القوم إليكم، فاقتتلوا ساعة من النهار حملةً وحملةً، حتّى قتل من أصحاب الحسين عليهالسلام جماعة.
قال: فعندها ضرب الحسين عليهالسلام يده على لحيته وجعل يقول: اشتدّ غضب اللّه على اليهود إذ جعلوا له ولداً، واشتدّ غضبه على النصارى إذ جعلوه ثالث ثلاثة، واشتدّ غضبه على المجوس إذ عبدوا الشمس والقمر دونه، واشتدّ غضبه على قوم اتّفقت كلمتهم على قتل ابن بنت نبيهم. أما واللّه، لا اُجيبنهم إلى شيء ممّا يريدون حتّى ألقى اللّه تعالى وأنا مخضّب بدمي.
وروي عن مولانا الصادق عليهالسلام أنّه قال: سمعت أبي يقول: لمّا التقى ۱۵۹
الحسين عليهالسلام وعمر بن سعد (لعنه اللّه) وقامت الحرب على ساق، أنزل اللّه النصرَ حتّى رفرف على رأس الحسين عليهالسلام ثمّ خيّر بين النصر على أعدائه وبين لقاء ربّه، فاختار لقاء ربّه.
قال الراوي: ثمّ صاح الحسين عليهالسلام: أما من مغيثٍ يغيثنا لوجه اللّه، أما من ذابّ يذبّ عن حرم رسول اللّه.
قال: فإذا الحرّ بن يزيد الرياحي قد أقبل على عمر بن سعد، فقال له: أمقاتل أنت هذا الرجل؟ فقال: إي واللّه، قتالاً أيسره أن تطير الرؤوس وتطيح الأيدي.