وروى أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري الإمامي في كتاب دلائل الإمامة، قال: ۱۲۵
حدّثنا أبو محمّد سفيان بن وكيع، عن أبيه وكيع، عن الأعمش، قال: قال لي أبو محمّد الواقدي وزرارة بن خلج: لقينا الحسين بن عليّ عليهالسلام قبل أن يخرج إلى العراق ۱۲۶
بثلاثة، فأخبرناه بضعف الناس بالكوفة، وأنّ قلوبهم معه وسيوفهم عليه، فأومأ بيده نحو السماء، ففتحت أبواب السماء، فنزلت الملائكة عدداً لا يحصيهم إلاّ اللّه عزّ وجل، فقال عليهالسلام: لولا تقارب الأشياء وحضور الأجل لقاتلتهم بهؤاء، ولكنّي أعلم يقيناً أنّ هناك مصرعي، وهناك مصارع أصحابي، لا ينجو منهم إلاّ ولدي عليّ.
وروي أنّه عليهالسلام لمّا عزم على الخروج إلى العراق قام خطيباً، فقال:
الحمد للّه، ما شاء اللّه ولا قوة إلاّ باللّه، وصلّى اللّه على رسوله وسلّم، خُطّ الموت على ولد آدم مخطَّ القلادة على جيد الفتاة، وما أولهني إلى اشتياق أسلافي اشتياق يعقوب إلى يوسف، وخيّر لي مصرعٌ أنا لاقيه، كأنّي بأوصالي تُقطّعُها ذئابُ الفلوات بين النواويس وكربلاء، فَيَملأننَّ مِنِّي أكراشاً جوفاً وأجربةً سغباً، لا محيصَ عن يوم خطّ بالقلم، رضى اللّه رضانا أهل البيت، نصبر على بلائه ويُوفينا اُجور الصابرين، لن تشذّ عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله لحمته، بل هي مجموعة له في حضيرة القدس، تقرّ بهم عينه، وينجز بهم وعده، مَن كان باذلاً فينا مهجته وموطّناً على لقاء اللّه نفسه، ۱۲۷
فليرحل معنا، فإنّي راحل مصبحاً إن شاء اللّه.
ورويت بالإسناد عن محمّد بن داود القمّي، بالإسناد عن أبي عبداللّه صلىاللهعليهوآله قال: جاء محمّد ابن الحنفية إلى الحسين عليهالسلام في الليلة التي أراد الحسين الخروج في صبيحتها عن مكّة، فقال له: يا أخي، إنّ أهل الكوفة مَن قد عرفت غدرهم بأبيك وأخيك، وقد خفت أن يكون حالك كحال من مضى، فإن رأيت أن تقيم فإنّك أعزّ ۱۲۸