فَإِن كُنتِ لا تَدرِينَ ما الموتُ فانظُري
إلى هانِىءٍ في السوقِ وابنِ عَقيلِ
إلى بَطَلٍ قَد هَشَّمَ السَيفُ وَجهَهُ
وآخرُ يَهوِي مِن جِدار قَتيلِ
أصابَهما جَورُ البَغي فَأَصبَحا
أَحاديثَ مَن يَسعى بِكُلِّ سَبيلِ
تَرى جَسَداً قد غَيّرَ المَوتُ لَونَهُ
ونَضحَ دمٍ قَد سالَ كُلّ مَسيلِ
فَتىً كان أَحيى مِن فَتاةٍ حَيِيَّةٍ
وأقطَعُ مِن ذي شَفرَتَينِ صَقيلِ
أيَركَبُ أسما الهماليجَ آمِناً
وَقَد طَلَبَتَهُ مَذحِجٌ بِذُحولِ
تَطوفُ حَوالَيهِ مُرادٌ وكُلُّهُمُ
عَلى اُهبةٍ مِن سائِلٍ ومَسولِ
فَإِن أَنتُمُ لَم تَثأَروا بِأَخيكُمُ
فَكونوا بَغايا اُرضيَت بِقَليلٍ
قال الراوي: وكتب عبيداللّه بن زياد بخبر مسلم وهانىء إلى يزيد بن معاوية، فأعاد عليه الجواب يشكره فيه على فعاله وسطوته، ويعرّفه أن قد بلغه توجّه الحسين عليهالسلام إلى جهته، ويأمره عند ذلك بالمؤاخذة والانتقام والحبس على الظنون والأوهام.
وكان قد توجّه الحسين عليهالسلام من مكّة يوم الثلاثاء لثلاث مضين من ذي الحجّة، وقيل: لثمان مضين من ذي الحجّة سنة ستّين من الهجرة، قبل أن يعلم بقتل مسلم؛ لأنّه عليهالسلام خرج من مكّة في اليوم الذي قتل فيه مسلم رضوان اللّه عليه.