ثمّ سرّحوا الكتاب، ولبثوا يومين آخرين وأنفذوا جماعة معهم نحو مئة وخمسين صحيفة من الرجل والاثنين والثلاثة والأربعة، يسألونه القدوم عليهم، وهو مع ذلك يتأنّى فلا يجيبهم، فورد عليه في يوم واحدٍ ستمئة كتاب، وتواترت الكتب حتّى اجتمع عنده منها في نوب متفرّقة إثنا عشر ألف كتاب.
۱۰۶
ثمّ قدم عليه هاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبداللّه الحنفي بهذا الكتاب، وهو آخر ما ورد عليه عليهالسلام من أهل الكوفة، وفيه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام، من شيعته وشيعة أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام:
أمّا بعد، فإنّ الناس ينتظرونك، لا رأي لهم غيرك، فالعجل العجل يابن رسول اللّه، فقد اخضرّ الجناب، وأينعت الثمار، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار، فاقدم علينا إذا شئت، فإنّما تقدم على جندٍ مجنّدة لك، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته وعلى أبيك من قبلك.
فقال الحسين عليهالسلام لهاني بن هاني السبيعي وسعيد بن عبداللّه الحنفي: خبّراني من اجتمع على هذا الكتاب الذي ورد عليَّ معكما؟
فقالا: يابن رسول اللّه، شبث بن ربعي، وحجار بن أبجر، ويزيد بن ۱۰۷
الحارث، ويزيد بن رويم، وعروة بن قيس، وعمرو بن الحجّاج، ومحمّد بن عمير بن عطارد.
قال: فعندها قام الحسين عليهالسلام فصلّى ركعتين بين الركن والمقام، وسأل اللّه الخيرة في ذلك، ثمّ دعا بمسلم بن عقيل وأطلعه على الحال، وكتب معه جواب كتبهم ۱۰۸
يعدهم بالوصول إليهم ويقول لهم ما معناه: قد نفذتُ إليكم ابن عمّي مسلم بن عقيل ليعرّفني ما أنتم عليه من الرأي.