قال: وسمع أهل الكوفة بوصول الحسين عليهالسلام إلى مكّة وامتناعه من البيعة ليزيد، ۱۰۳
فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي، فلمّا تكاملوا قام فيهم خطيباً، وقال في آخر خطبته:
يا معشر الشيعة، إنّكم قد علمتم بأنّ معاوية قد هلك وصار إلى ربّه وقدم على عمله، وقد قعد في موضعه ابنه يزيد، وهذا الحسين بن عليّ عليهماالسلام قد خالفه، وصار إلى مكّة هارباً من طواغيت آل أبي سفيان، وأنتم شيعته وشيعة أبيه من قبله، وقد احتاج إلى نصرتكم اليوم، فإن كنتم تعلمون أنّكم ناصروه ومجاهدوا عدوّه فاكتبوا إليه، وإن خفتم الوهن والفشل فلا تغرّوا الرجل من نفسه.
قال: فكتبوا إليه:
بسم اللّه الرحمن الرحيم
إلى الحسين بن عليّ أمير المؤمنين عليهالسلام، من سليمان بن صرد الخزاعي، والمسيّب ۱۰۴
بن نجبة، ورفاعة بن شدّاد وحبيب بن مظاهر، وعبداللّه بن وائل، وسائر شيعته من المؤمنين:
سلام اللّه عليك، أمّا بعد؛ فالحمد للّه الذي قصم عدوّك وعدوّ أبيك من قبل، الجبّار العنيد، الغشوم الظلموم، الذي ابتزّ هذه الاُمّة أمرها، وغصبها فيأها، وتأمّر عليها بغير رضىً منها، ثمّ قتل خيارها واستبقى شرارها، وجعل مال اللّه دولة بين جبابرتها وعتاتها، فبعداً له كما بعدت ثمود.
ثمّ إنّه ليس علينا إمامٌ غيرك، فاقبل لعلّ اللّه يجمعنا بك على الحقّ. والنعمان بن بشير في قصر الإمارة، ولسنا نجتمع معه في جمعة ولا جماعة، ولا نخرج معه إلى ۱۰۵
عيد، ولو بلغنا أنّك قد أقبلت أخرجناه حتّى يلحق بالشام، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته يابن رسول اللّه وعلى أبيك من قبل، ولا حول ولا قوة إلاّ باللّه العلّي العظيم.