أيّها الناس! إنّي قد خلّفت فيكم الثقلين: كتاب اللّه، وعترتي أهل بيتي وأرومتي ومزاج مائي وثمرتي، وأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليَّ الحوضَ، ألا وأنّي أنتظرهما، وأنّي لا أسألكم في ذلك إلاّ ما أمرني ربّي أن أسألكم المودّة في القربى، فانظروا ألاّ تلقوني غداً على الحوض وقد أبغضتم عترتي وظلمتموهم وقتلتموهم.
ألا وإنّه سترد عليَّ يوم القيامة ثلاث رايات من هذه الاُمّة: راية سوداء مظلمة قد ۹۵
فزعت لها الملائكة، فتقف عليَّ، فأقول: مَن أنتم؟ فينسون ذكري ويقولون: نحن أهل التوحيد من العرب.
فأقول لهم: أنا أحمد نبيّ العرب والعجم. فيقولون: نحن من اُمّتك يا أحمد.
فأقول لهم: كيف خلّفتموني من بعدي في أهلي وعترتي وكتاب ربّي؟ فيقولون: أمّا الكتاب فضيّعناه، وأمّا عترتك فحرصنا على أن نبيدهم عن جديد الأرض.
فاُوَلّي وجهي عنهم، فيصدرون ظماءً عطاشاً مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد عليَّ رايةٌ اُخرى أشدّ سواداً من الاُولى، فأقول لهم: كيف خلّفتموني في الثقلين الأكبر والأصغر: كتاب ربّي، وعترتي؟ فيقولون: أمّا الأكبر فخالفنا، وأمّا الأصغر فخذلناهم ومزّقناهم كلّ ممزّق.
فأقول: إليكم عنّي، فيصدرون ظماءً عطاشاً مسودّة وجوههم.
ثمّ ترد عليّ راية اُخرى تلمع نوراً، فأقول لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن أهل كلمة التوحيد والتقوى، نحن اُمّة محمّد صلىاللهعليهوآله، ونحن بقيّة أهل الحقّ، حملنا كتاب ربّنا، فأحللنا حلاله، وحرّمنا حرامه، وأحببنا ذرّيّة نبيّنا محمّد صلىاللهعليهوآله، فنصرناهم في كلّ ما نصرنا منه أنفسنا، وقاتلنا معهم مَن ناواهم.
فأقول لهم: أبشروا فأنا نبيّكم محمّد، ولقد كنتم في دار الدنيا كما وصفتم، ثمّ ۹۶
أسقيهم من حوضي، فيصدرون مرويّين مستبشرين، ثمّ يدخلون الجنّة خالدين فيها أبد الآبدين.