۸۹
المسلك الأوّل: في الاُمور المتقدّمة على القتال
۹۱
كان مولد الحسين عليهالسلام لخمس ليالٍ خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة.
وقيل: اليوم الثالث منه.
وقيل: في أواخر شهر ربيع الأوّل سنة ثلاث من الهجرة. وروي غير ذلك.
۹۲
قالت اُمّ الفضل زوجة العبّاس (رضوان اللّه عنهما): رأيت في منامي قبل مولده كأنّ قطعةً من لحم رسول اللّه صلىاللهعليهوآله قطعت فوضعت في حجري، فَعَبَّرتُ ذلك على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله، فقال:خيراً رأيت، إن صدقت رؤياك، فإنّ فاطمة ستلد غلاماً، فأدفعه إليك لترضعيه.
قالت: فجرى الأمر على ذلك، فجئت به يوماً فوضعته في حجره، فبال، فقطرت من بوله قطرةٌ على ثوب النبيّ صلىاللهعليهوآله، فقرصته، فبكى، فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله: مهلاً يا اُمّ الفضل، فهذا ثوبي يغسل، وقد أوجعت ابني!
قالت: فتركته في حجره، وقمت لآتيه بماء، فجئت، فوجدته صلوات اللّه عليه وآله يبكي.
فقلت: مِمَّ بكاؤ يا رسول اللّه؟
فقال: إن جبرئيل عليهالسلام أتاني، فأخبرني أنّ اُمّتي تقتل ولدي هذا، لا أنالهم اللّه شفاعتي يوم القيامة.
قال رواة الحديث: فلمّا أتت على الحسين عليهالسلام من مولده سنة كاملة هبط على رسول اللّه صلىاللهعليهوآله اثنا عشر ملكاً: أحدهم على صورة الأسد، والثاني على صورة الثور، ۹۳
والثالث على صورة التنّين، والرابع على صورة ولد آدم، والثمانية الباقون على صور شتّى، محمرّة وجوههم، باكية عيونهم، قد نشروا أجنحتهم، وهم يقولون: يا محمّد، سينزل بولدك الحسين بن فاطمة ما نزل بهابيل من قابيل، وسَيُعطَى مثل أجر هابيل، ويحمل على قاتله مثل وزر قابيل.