ثمّ سار الحسين رضىاللهعنه من عنده ورجع إلى رحله.
فلمّا كان من الغد رحل الحسين، وندم ابن الحرّ على ما فاته من نصرته، ۵ / ۷۳
فأنشأ يقول:
أَراها حَسرةً ما دُمتُ حَيّاً
تَرَدَّدُ بَينَ صَدري والتَراقي
حُسينٌ حِينَ يَطلُبُ بَذلَ نَصري
عَلى أهلِ العَداوةِ والشِقاقِ
فَلو وَاسيتُهُ يَوماً بِنَفسي
لَنِلتُ كرامةً يَومَ التَلاقي
مَع ابنِ مُحَمَّدٍ تَفديهِ نَفسي
فَودَّعَ ثُمَّ وَلّى بانطِلاقِ
غَداةَ يَقولُ لي بِالقَصرِ قَولاً
أ تَترُكُنا وتَعزِم بالفِراقِ
فَلَو فَلَقَ التَلَهُّبُ قَلبَ حيٍّ
لَهَمَّ القَلبُ مِنّي بانفِلاقِ
فَقَد فازَ الذي نَصَرَ الحُسينَ
و خابَ الأَخسَرونَ ذَوُو النِفاقِ
قال: وسار الحسينُ على مرحلتين من الكوفة.
۵ / ۷۴
ذكرالحرّبن يزيدالرياحيلمّا بعثه عبيداللّه بن زياد لحربهالحسين بنعليّ(رضياللّهعنهما)
قال: وإذا الحرّ بن يزيد في ألف فارس من أصحاب عبيد اللّه بن زياد شاكّين في السلاح لا يرى منهم إلاّ حماليق الحدق، فلمّا نظر إليهم الحسين رضىاللهعنه وقف في أصحابه، ووقف الحرّ بن يزيد في أصحابه، فقال الحسين:
أيّها القوم، من أنتم؟ قالوا: نحن أصحاب الأمير عبيد اللّه بن زياد، فقال الحسين: ومن قائدكم؟ قالوا: الحرّ بن يزيد الرياحي.