نَقِّري ما شِئتِ أن تُنقِّري
قَد رُفِعَ الفَخُّ فَماذا تَحذَرِي
لا بُدَّ مِن أَخذِكِ يوماً فاصبِرِي
۵ / ۶۷
قال: ثمّ أقبل ابن عبّاس إلى عبداللّه بن الزبير فقال: قرّت عيناك يا ابن الزبير! هذا الحسين بن عليّ (رضي اللّه عنهما) يخرج إلى العراق ويخلّيك والحجاز!
و انتقل الخبر بأهل المدينة أنّ الحسين بن عليّ يريد الخروج إلى العراق، فكتب إليه عبداللّه بن جعفر:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، للحسين بن عليّ، من عبداللّه بن جعفر، أمّا بعد؛ أنشدك اللّه أن لا تخرج عن مكّة، فإنّي خائف عليك من هذا الأمر الذي قد أزمعت عليه أن يكون فيه هلاكك و أهل بيتك، فإنّك إن قتلت أخاف أن يطفئ نور الأرض، وأنت روح الهدى وأمير المؤمنين، فلا تعجل بالمسير إلى العراق، فإنّي آخذ لك الأمان من يزيد وجميع بني اُميّة على نفسك ومالك وولدك وأهل بيتك، والسلام.
قال: فكتب إليه الحسين بن عليّ:
أمّا بعد؛ فإنّ كتابك ورد عليّ فقرأته وفهمت ما ذكرت، وأعلمك أنّي رأيت جدّي رسول اللّه صلىاللهعليهوسلم في منامي، فخبّرني بأمر وأنا ماضٍ له، لي كان أو عليّ، واللّه يا ابن عمّي، لو كنت في جحر هامة من هوامّ الأرض لاستخرجوني ويقتلوني، واللّه يا ابن عمّي، ليعدين عليّ كما عدت اليهود على السبت والسلام.
قال: وكتب إليه سعيد بن العاص من المدينة: أمّا بعد؛ فقد بلغني أنّك قد عزمت على الخروج إلى العراق، وقد علمت ما نزل بابن عمّك مسلم بن عقيل رحمهالله وشيعته، ۵ / ۶۸
وأنا اُعيذك باللّه من الشيطان، فإنّي خائف عليكمنه الهلاك، وقد بعثت إليك بابني يحيى بن سعيد فأقبل إليَّ معه، فلك عندنا الأمان والصلة والبرّ والإحسان وحسن الجوار، واللّه لك بذلك عليّ شهيد ووكيل ومراع وكفيل، والسلام.