فقال سرجون: أرايت معاوية لو نشر لك، أ كنتَ آخذاً برأيه؟ قال: نعم، فأخرج عهد عبيد اللّه على الكوفة فقال: هذا رأي معاوية، ومات وقد أمر بهذا الكتاب، فأخذ برأيه وضمّ المصرين إلى عبيد اللّه، وبعث إليه بعهده على الكوفة.
۵ / ۳۵۷
ثمّ دعا مسلم بن عمرو الباهلي ـ وكان عنده ـ فبعثه إلى عبيد اللّه بعهده إلى البصرة، وكتب إليه معه:
أمّا بعد؛ فإنّه كتب إليَّ شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أنّ ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشقّ عصا المسلمين، فسر حين تقرأ كتابي هذا حتّى تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتّى تثقفه، فتوثقه أو تقتله أو تنفيه، والسلام.
فأقبل مسلم بن عمرو حتّى قدم على عبيد اللّه بالبصرة، فأمر عبيد اللّه بالجهاز والتهيّؤوالمسير إلى الكوفة من الغد.
وقد كان حسين كتب إلى أهل البصرة كتاباً، قال هشام: قال أبو مخنف: حدّثني الصقعب بن زهير، عن أبي عثمان النهدي، قال: كتب حسين مع مولى لهم يقال له: سليمان، وكتب بنسخه إلى رؤوس الأخماس بالبصرة وإلى الأشراف، فكتب إلى مالك بن مسمع البكري، وإلى الأحنف بن قيس، وإلى المنذر بن الجارود، وإلى مسعود بن عمرو، وإلى قيس بن الهيثم، وإلى عمرو بن عبيد اللّه بن معمر، فجاءت منه نسخة واحدة إلى جميع أشرافها:
أمّا بعد؛ فإنّ اللّه اصطفى محمّداً صلىاللهعليهوآله على خلقه، وأكرمه بنبوّته، واختاره لرسالته، ثمّ قبضه اللّه إليه وقد نصح لعباده، وبلّغ ما اُرسل به صلىاللهعليهوآله، وكنّا أهله وأولياءه، وأوصياءه وورثته، وأحقّ الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا وكرهنا الفرقة، وأحببنا العافية، ونحن نعلم أنّا أحقّ بذلك الحقّ المستحقّ علينا ممّن تولاّه، وقد أحسنوا وأصلحوا، وتحرّوا الحقّ، فرحمهم اللّه، وغفر لنا ولهم.