قال: فأقبل معقل مولى عبيد اللّه بن زياد حتّى دخل المسجد الأعظم، فرأى رجلاً من الشيعة يقال له: مسلم بن عوسجة الأسدي، فجلس إليه فقال: يا عبداللّه، إنّي رجل من أهل الشام غير أنّي اُحبّ أهل هذا البيت واُحبّ من أحبّهم، ومعي ثلاثة آلاف درهم اُريد أن أدفعها إلى رجل قد بلغني عنه أنّه يقدم إلى بلدكم هذا، يأخذ البيعة لابن بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوسلم الحسين بن عليّ، فإن رأيت هل تدلّني عليه حتّى أدفع إليه المال الذي معي واُبايعه؟ وإن شئت فخذ بيعتي له قبل أن تدلّني عليه.
قال: فظنّ مسلم بن عوسجة أنّ القول على ما يقول، فأخذ عليه الأيمان المغلّظة والمواثيق و العهود، وأنّه يناصح ويكون عوناً لمسلم بن عقيل رحمهالله على عبيد اللّه بن ۵ / ۴۲
زياد، قال: فأعطاه موثقاً من الأيمان ما وثق به مسلم بن عوسجة، ثمّ قال له: انصرف عنّي الآن يومي هذا حتّى أنظر ما يكون! قال: فانصرف معقل مولى زياد.
قال: ومرض شريك بن عبداللّه الأعور الهمداني في منزل هانئ بن عروة، وعزم عبيد اللّه بن زياد على أن يصير إليه فيجتمع به، ودعا شريكُ بن عبداللّه مسلمَ بن عقيل فقال له: جعلت فداك، غداً يأتيني هذا الفاسق عائداً وأنا مشغله لك بالكلام، فإذا فعلت ذلك فقم أنت اخرج إليه من هذه الداخلة فاقتله! فإن أنا عشت فسأكفيك أمر النصرة إن شاء اللّه.
قال: فلمّا أصبح عبيد اللّه بن زياد ركب وسار يريد دار ابن۱ هانئ ليعود شريك بن عبداللّه، قال: فجلس وجعل يسأل منه. قال: وهمّ مسلم أن يخرج إليه ليقتله، فمنعه من ذلك صاحب المنزل هانئ، ثمّ قال: جعلت فداك، في داري صبية وإماء وأنا لا آمن الحدثان. قال: فرمى مسلم بن عقيل السيف من يده وجلس ولم يخرج، وجعل شريك بن عبداللّه يرمق الداخلة و هو يقول: