ثمّ قدم عليه بعد ذلك هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبداللّه الحنفي بهذا الكتاب، وهو آخر ما ورد على الحسين من أهل الكوفة.
ذكر الكتاب الثاني
بسم اللّه الرحمن الرحيم، للحسين بن عليّ أمير المؤمنين، من شيعته وشيعة أبيه، أمّا بعد؛ فحيهلا، فإن الناس منتظرون لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل يا ابن بنت رسول اللّه صلىاللهعليهوسلم! قد اخضرّت الجنّات، وأينعت الثمار، وأعشبت الأرض، وأورقت الأشجار، فأقدم إذا شئت فإنّما تقدم إلى جند لك مجنّد، والسلام عليك ورحمة اللّه وبركاته وعلى أبيك من قبلك.
۵ / ۳۰
فقال الحسين لهانئ وسعيد بن عبداللّه الحنفي: خبّراني مَن اجتمع على هذا الكتاب الذي كتب معكما إليَّ؟
فقالا: يا أمير المؤمنين! اجتمع عليه شبث بن ربعي وحجار بن أبجر ويزيد بن الحارث ويزيد بن رويم وعروة بن قيس وعمرو بن الحجّاج ومحمّد بن عمير بن عطارد.
قال: فعندها قام الحسين فتطهّر وصلّى ركعتين بين الركن والمقام، ثمّ انفتل من صلاته وسأل ربّه الخير فيما كتب إليه أهل الكوفة، ثمّ جمع الرسل فقال لهم:
إنّي رأيت جدّي رسول اللّه صلىاللهعليهوسلم في منامي وقد أمرني بأمر وأنا ماضٍ لأمره، فعزم اللّه لي بالخير، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه إن شاء اللّه تعالى
ذكر كتاب الحسين بن عليّ إلى أهل الكوفة
بسم اللّه الرحمن الرحيم
من الحسين بن عليّ إلى الملأ من المؤمنين، سلام عليكم، أمّا بعد؛ فإنّ هانئ بن هانئ وسعيد بن عبداللّه قدما عليّ بكتبكم، فكانا آخر من قدم عليّ من عندكم، وقد فهمت الذي قد قصصتم وذكرتم، ولست اُقصّر عمّا أحببتم، وقد بعثت إليكم أخي وابن عمّي وثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل بن أبي طالب رضي اللّه عَنه، وقد أمرته أن يكتب إليَّ بحالكم ورأيكم ورأي ذوي الحجى والفضل منكم، وهو متوجّه إلى ما قبلكم إن شاء اللّه تعالى، والسلام ولا قوة إلاّ باللّه، فإن كنتم على ۵ / ۳۱