۲ / ۱۲۲
ثمّ أمر بالنسوة أن ينزلن في دار على حدة، معهنّ أخوهن عليّ بن الحسين عليهمالسلام، فأفرد لهم داراً تتّصل بدار يزيد، فأقاموا أيّاماً، ثمّ ندب يزيدُ النعمانَ بن بشير وقال له: تجهّز لتخرج بهؤاء النسوان إلى المدينة.
ولمّا أراد أن يجهّزهم، دعا عليّ بن الحسين عليهماالسلام فاستخلاه، ثمّ قال له: لعن اللّهُ ابنَ مرجانة، أَمَ واللّه، لو أنّي صاحب أبيك ما سألني خصلة أبداً إلاّ أعطيته إيّاها، ولدفعت الحتفَ عنه بكلِّ ما استطعت، ولكنّ اللّهَ قضى ما رأيت؟ كاتبني من المدينة وأنّه كلّ حاجة تكون لك. وتقدّم بكسوته وكسوة أهله، وأنفذ معهم في جملة النعمان بن بشير رسولاً تقدّم إليه أن يسير بهم في الليل، ويكونوا أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فإذا نزلوا تنحّى عنهم وتفرّق هو وأصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، وينزل منهم حيث إذا أراد إنسان من جماعتهم وضوءاً أو قضاء حاجة لم يحتشم. فسار معهم في جملة النعمان، ولم يزل ينازلهم في الطريق ويرفق بهم ـ كما وصّاه يزيد ـ ويرعونهم حتّى دخلوا المدينة.
فصل
۲ / ۱۲۳
ولمّا أنفذ ابن زياد برأس الحسين عليهالسلام إلى يزيد، تقدّم إلى عبد الملك بن أبي الحديث السلمي فقال: انطلق حتّى تأتي عمرو بن سعيد بن العاص بالمدينة فبشّره بقتل الحسين، فقال عبد الملك: فركبت راحلتي وسرت نحو المدنية، فلقيني رجل من قريش، فقال: ما الخبر؟ فقلت: الخبر عند الأمير تسمعه، فقال: إنّا للّه وإنّا إليه راجعون! قتل ـ واللّه ـ الحسين.
ولمّا دخلت على عمرو بن سعيد قال: ما وراءك؟ فقلت: ما سرّ الأمير، قتل الحسين بن علي، فقال: اخرج فناد بقتله، فناديت، فلم أسمع واللّه واعية قطّ مثل واعية بني هاشم في دورهم على الحسين بن عليّ عليهماالسلام حين سمعوا النداء بقتله، فدخلت على عمرو بن سعيد، فلمّا رآني تبسّم إليَّ ضاحكاً، ثمّ أنشأ متمثّلاً بقول عمرو بن معدي كرب: