۲ / ۱۱۹
فأطرق يزيد هنيهة، ثمّ رفع رأسه فقال: قد كنت أرضى من طاعتكم بدون قتل الحسين، أما لو أنّي صاحبه لعفوت عنه.
ثمّ إنّ عبيد اللّه بن زياد بعد إنفاذه برأس الحسين عليهالسلام أمر بنسائه وصبيانه فجهّزوا، وأمر بعليّ بن الحسين فَغُلّ بغلّ إلى عنقه، ثمّ سرّح بهم في أثر الرأس مع مجفر بن ثعلبة العائذي وشمر بن ذي الجوشن، فانطلقوا بهم حتّى لحقوا بالقوم الذين معهم الرأس، ولم يكن عليّ بن الحسين عليهالسلام يكلّم أحداً من القوم في الطريق كلمة حتّى بلغوا.
فلمّا انتهوا إلى باب يزيد رفع مجفر بن ثعلبة صوته فقال: هذا مجفر بن ثعلبة أتى أمير المؤمنين باللئام الفجرة!
فأجابه عليّ بن الحسين عليهماالسلام: ما وَلَدَتْ اُمُّ مجفر أَشَرُّ وأَلأَمُ.
قال: ولمّا وضعت الرؤوس بين يدي يزيد وفيها رأس الحسين عليهالسلام قال يزيد:
نفلّق هاماً مِن رجالٍ أعزّة
علينا وَهُم كانوا أعقَّ وأَظلَما
فقال يحيى بن الحكم ـ أخو مروان بن الحكم ـ وكان جالساً مع يزيد:
۲ / ۱۲۰
لَهامٌ بأَدنَى الطفِّ أدنَى قَرابةً
من ابنِ زياد العبدِ ذي الحَسَب الرذلِ
اُميّةُ أَمسَى نَسلُها عَدَدَ الحصى
وبنتُ رسولِ اللّه لَيسَ لها نسلُ۱
فضرب يزيد في صدر يحيى بن الحكم وقال: اسكت، ثمّ قال لعليّ بن الحسين: يا ابن حسين، أبوك قطع رحمي، وجهل حقّي، ونازعني سلطاني، فصنع اللّه به ما قد رأيت.