سلام عليك، فإنّا نحمد إليك اللّه الذي لا إله إلاّ هو، أمّا بعد؛ فالحمد للّه الذي قصم عدوّك الجبّار العنيد، الذي انتزى على هذه الاُمّة، فابتزّها أمرها، وغصبها فيئها، وتأمرّ عليها بغير رضاً منها، ثمّ قتل خيارها، واستبقى شرارها، وجعل مالَ اللّه دولة بين جبابرتها وأغنيائها، فبعداً له كما بعدت ثمود!
إنّه ليس علينا إمام، فاقبل لعلّ اللّه أن يجمعنا بك على الحقّ. والنعمان بن بشير في قصر الإمارة لسنا نجتمع معه في جمعة، ولا نخرج معه إلى عيد، ولو قد بلغنا أنّك قد أقبلت إلينا أخرجناه حتّى نلحقه بالشام إن شاء اللّه، والسلام ورحمة اللّه عليك.
قال: ثمّ سرّحنا بالكتاب مع عبداللّه بن سَبُع الهمداني وعبداللّه بن وال، وأمرناهما بالنجاء، فخرج الرجلان مسرعين حتّى قدما على حسين لعشر مضين من شهر رمضان بمكّة، ثمّ لبثنا يومين، ثمّ سرّحنا إليه قيس بن مسهر الصيداوي وعبد الرحمن بن عبداللّه بن الكدن الأرحبي وعمارة بن عبيد السلولي، فحملوا معهم نحواً من ثلاثة وخمسين صحيفة، الصحيفة من الرجل والاثنين والأربعة.
۵ / ۳۵۳
قال: ثمّ لبثنا يومين آخرين، ثمّ سرّحنا إليه هانئ بن هانئ السبيعي وسعيد بن عبداللّه الحنفي، وكتبنا معهما:
بسم اللّه الرحمن الرحيم، لحسين بن عليّ، من شيعته من المؤمنين والمسلمين، أمّا بعد؛ فحيهلا، فإنّ الناس ينتظرونك، ولا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل، والسلام عليك.
وكتب شبث بن ربعي وحجّار بن أبجر ويزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم وعزرة بن قيس وعمرو بن الحجّاج الزبيدي ومحمّد بن عمير التميمي: