ونزل شمر إليه فذبحه، ثمّ دفع رأسه إلى خوليّ بن يزيد، فقال: أحمله إلى الأمير عمر بن سعد.
ثمّ أقبلوا على سلب الحسين عليهالسلام، فأخذ قميصه إسحاق بن حياة الحضرمي، وأخذ سراويله أبجر بن كعب، وأخذ عمامته أخنس بن مرثد، وأخذ سيفه رجل من بني دارم، وانتهبوا رحله وإبله وأثقاله، وسلبوا نساءه.
قال حميد بن مسلم: فواللّه، لقد كنت أرى المرأة من نسائه وبناته وأهله تنازع ثوبها عن ظهرها حتّى تغلب عليه، فيذهب به منها، ثمّ انتهينا إلى عليِّ بن ۲ / ۱۱۳
الحسين عليهالسلام، وهو منبسط على فراش، وهو شديد المرض، ومع شمر جماعة من الرجّالة فقالوا له: ألا نقتل هذا العليل؟ فقلت: سبحان اللّه! أيقتل الصبيان؟ إنّما هو صبّي وإنّه لما به، فلم أزل حتّى رددتهم عنه.
وجاء عمر بن سعد فصاح النساء في وجهه وبكين، فقال لأصحابه: لا يدخل أحد منكم بيوت هؤاء النسوة، ولا تعرّضوا لهذا الغلام المريض، وسألته النسوة ليسترجع ما أخذ منهنّ ليتسترن به، فقال: من أخذ من متاعهنَّ شيئاً فليردّه عليهنّ؟ فواللّه، ما ردّ أحد منهم شيئاً، فوكل بالفسطاط وبيوت النساء وعليّ بن الحسين جماعة ممّن كانوا معه، وقال: احفظوهم لئلاّ يخرج منهم أحد، ولا تسيئنَّ إليهم.
ثمّ عاد إلى مضربه ونادى في أصحابه: من ينتدب للحسين فيوطئه فرسه؟ فانتدب عشرة، منهم: إسحاق بن حياة، وأخنس بن مرثد، فداسوا الحسين عليهالسلام بخيولهم حتّى رضّوا ظهره.
وسرّح عمر بن سعد من يومه ذلك ـ وهو يوم عاشوراء ـ برأس الحسين عليهالسلام مع خوليّ بن يزيد الأصبحي وحميد بن مسلم الأزدي إلى عبيد اللّه بن زياد، وأمر برؤوس الباقين من أصحابه وأهل بيته فَنُظِّفَت، وكانت اثنين وسبعين رأساً، وسرّح بها مع شمر بن ذي الجوشن وقيس بن الأشعث وعمرو بن الحجّاج، فأقبلوا حتّى ۲ / ۱۱۴