۲ / ۱۰۹
ورمى عبداللّه بن عقبة الغنوي أبا بكربن الحسن بن عليّ بن أبي طالب عليهمالسلام فَقَتَلَه.
فلمّا رأى العبّاس بن عليّ (رحمة اللّه عليه) كثرة القتلى في أهله، قال لإخوته من اُمّه ـ وهم عبداللّه وجعفر وعثمان ـ: يا بني اُمّي، تقدّموا حتّى أراكم قد نصحتم للّه ولرسوله، فإنّه لا ولد لكم.
فتقدّم عبداللّه فقاتلَ قتالاً شديداً، فاختلف هو وهانئ بن ثبيت الحضرمي ضربتين فقتله هانئ (لعنه اللّه).
وتقدّم بعده جعفر بن عليّ رحمهالله فقتله أيضاً هانئ.
وتعمّد خوليّ بن يزيد الأصبحي عثمان بن عليّ رضىاللهعنه وقد قام مقام إخوته فرماه بسهم فصرعه، وشدّ عليه رجل من بني دارم فاحتزّ رأسه.
وحملت الجماعة على الحسين عليهالسلام فغلبوه على عسكره، واشتدّ به العطش، فركب المسنّاة يريد الفرات وبين يديه العبّاس أخوه، فاعترضته خيل ابن سعد وفيهم رجل من بني دارم فقال لهم: ويلكم حولوا بينه وبين الفرات ولا تمكّنوه من الماء، فقال الحسين عليهالسلام: اللّهمّ أظمئه، فغضبَ الدارميّ ورماه بسهم فأثبته في حنكه، فانتزع الحسين عليهالسلام السهم وبسط يده تحت حنكه فامتلأتت راحتاه بالدم، فرمى به، ثمّ قال: اللّهمّ إنّي أشكو إليك ما يفعل بابن بنت نبيّك.
ثمّ رجع إلى مكانه وقد اشتدّ به العطش.
۲ / ۱۱۰
وأحاط القوم بالعبّاس فاقتطعوه عنه، فجعل يقاتلهم وحده حتّى قتل (رضوان اللّه عليه) وكان المتولّي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن اُثخن بالجراح فلم يستطع حراكاً.