۲ / ۱۰۵
واشتدّ القتال بينهم ساعة، وجاءهم شمر بن ذي الجوشن في أصحابه، فحمل عليهم زهير بن القين رحمهالله في عشرة رجال من أصحاب الحسين، فكشفهم عن البيوت، وعطف عليهم شمر بن ذي الجوشن فقتل من القوم وردّ الباقين إلى مواضعهم.
وأنشأ زهير بن القين يقول مخاطباً للحسين عليهالسلام:
اليومَ نَلقَى جَدَّك النبيّا
وحَسَناً والمرتضى عَليّا
وذا الجناحينِ الفَتى الكَمِيا
وكان القتل يبين في أصحاب الحسين عليهالسلام ؛ لقلّة عددهم، ولا يبين في أصحاب عمر بن سعد؛ لكثرتهم.
واشتدّ القتال والتحم وكثر القتل والجراح في أصحاب أبي عبداللّه الحسين عليهالسلام إلى أن زالت الشمس، فصلّى الحسين بأصحابه صلاة الخوف.
وتقدَّم حنظلة بن سعد الشبامي بين يدي الحسين عليهالسلام، فنادى أهل الكوفة:
يا قوم، إنّي أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب، يا قوم، إنّي أخاف عليكم يوم التناد، يا قوم، لا تقتلوا حسيناً فَيَسحَتُكُم اللّه بعذاب وقد خاب من افترى، ثمّ تَقدّم فقاتل حتّى قُتِلَ رحمهالله.
وتَقدّم بعده شوذب مولى شاكر، فقال: السلام عليك يا أبا عبداللّه ورحمة اللّه وبركاته، أستودعك اللّه وأسترعيك، ثمّ قاتل حتّى قُتِلَ رحمهالله.
۲ / ۱۰۶
وتقدّم عابس بن أبي شبيب الشاكري، فسلّم على الحسين عليهالسلام وودّعه وقاتل حتّى قُتِل رحمهالله. ولم يزل يتقدّم رجلٌ رجلٌ من أصحابه فَيُقتَل، حتّى لم يبقَ مع الحسين عليهالسلام إلاّ أهل بيته خاصّة.